للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومئذ من قومه وهو بعد على دين قومه إذ ذاك:

ألا إن عيني أنفذت دمعها سكبا … تبكي على كعب وما إن ترى كعبا

ألا إن كعبا في الحروب تخاذلوا … وأرداهموا إذ الدهر واجترحوا ذنبا

وعامر تبكي للملمات غدوة … فيا ليت شعري هل أرى لهم قربا (١)

فيا أخوينا عبد شمس ونوفل … فدا لكما لا تبعثوا بيننا حربا (٢)

ولا تصبحوا من بعد ود وإلفة … أحاديث فيها كلكم يشتكي النكبا

ألم تعلموا ما كان في حرب داحس … وحرب أبي يكسوم إذ ملئوا الشعبا (٣)

فلولا دفاع الله لا شئ غيره … لأصبحتموا لا تمنعون لكم سربا

فما إن جنينا في قريش عظيمة … سوى أن حمينا خير من وطئ التربا

أخا ثقة في النائبات مرزءا … كريما ثناه لا بخيلا ولا ذربا

يطيف به العافون يغشون بابه … يؤمون نهرا لا نزورا ولا صربا

فوالله لا تنفك نفسي حزينة … تململ حتى تصدقوا الخزرج الضربا

[فصل]

وقد ذكر ابن إسحاق أشعارا من جهة المشركين قوية الصنعة يرثون بها قتلاهم يوم بدر فمن ذلك قول ضرار بن الخطاب بن مرداس أخي بني محارب بن فهر وقد أسلم بعد ذلك، والسهيلي في روضه يتكلم على أشعار من أسلم منهم بعد ذلك:

عجبت لفخر الأوس والحين دائر … عليهم غدا والدهر فيه بصائر (٤)

وفخر بني النجار إن كان معشر … أصيبوا ببدر كلهم ثم صائر (٥)

فان تك قتلى غودرت من رجالنا … فإنا رجال بعدهم سنغادر (٦)

وتردى بنا الجرد العناجيج وسطكم … بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر (٧)


(١) في ابن هشام: لهما بدل لهم. وفي ابن هشام بعده:
هما أخواي لن يعدا لغية … تعد ولن يستام جارهما غصبا
(٢) في الأصل: ونوفل تحريف والصواب: ونوفلا من ابن هشام.
(٣) في ابن هشام: وجيش أبي يكسوم.
(٤) بصائر: جمع بصيرة، وهي الحجة والدليل قال تعالى: (بل الانسان على نفسه بصيرة) أي حجة.
(٥) في ابن هشام: صابر.
(٦) في الأصل: رجالا تحريف.
(٧) العناجيج: جمع عنجوج، وهو الطويل السريع. والثائر: الطالب بثأره.

<<  <  ج: ص:  >  >>