للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين أحدهم أبو جهل بن هشام وأصحابه، حين طرحوا على ظهره سلا الجذور، وألقته عنه ابنته فاطمة، فلما انصرف قال: اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، ثم سمى بقية السبعة، قال ابن مسعود: فوالذي بعثه بالحق لقد رأيتهم صرعى في القليب قليب بدر، الحديث. وهو متفق عليه.

[حديث آخر]

قال الإمام أحمد: حدثني هشام، ثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله ، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه وقالوا: هذا كان يكتب لمحمد، وأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له وواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا. ورواه مسلم عن محمد بن راضي عن أبي النضر هاشم بن القاسم به.

[طريق أخرى عن أنس]

قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، ثنا حميد عن أنس: أن رجلا كان يكتب للنبي وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عز فينا - يعني عظم - فكان رسول الله يملي عليه: غفورا رحيما، فيكتب: عليما حكيما، فيقول له النبي : اكتب كذا وكذا فيقول: اكتب كيف شئت، ويملي عليه: عليما حكيما، فيكتب: سميعا بصيرا، فيقول: اكتب كيف شئت، قال فارتد ذلك الرجل عن الاسلام فلحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد، وإني كنت لا أكتب إلا ما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي : إن الأرض لا تقبله، قال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل: قالوا: قد دفناه مرارا فلم تقبله الأرض (١) … وهذا على شرط الشيخين ولم يخرجوه.

[طريق أخرى عن أنس]

وقال البخاري: ثنا أبو معمر، ثنا عبد الرزاق، ثنا عبد العزيز، عن أنس بن مالك قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي فعاد نصرانيا، وكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه - لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه -، فحفروا له فأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبحوا وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٣/ ١٢٠ - ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>