للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس يزري السواد بالرجل الشهم … ولا بالفتى الأديب الأريب

إن يكن للسواد منك (١) نصيب … فبياض الأخلاق منك نصيبي

قال ابن خلكان: وقد نظم هذا المعنى بعض المتأخرين وهو نصر الله بن قلاقس (٢) الإسكندري فقال:

رب سوداء وهي بيضاء فعل … حسد المسك عندها الكافور

مثل حب العيون يحسبه الناس … سوادا وإنما هو نور

وكان المأمون قد شاور في قتل عمه إبراهيم بن المهدي بعض أصحابه فقال له أحمد بن أبي خالد الوزير الأحول: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء في ذلك، وإن عفوت عنه فما لك نظير. ثم شرع المأمون في بناء قصور على دجلة إلى جانب قصره، وسكنت الفتن وانزاحت الشرور، وأمر بمقاسمة أهل السواد على الخمسين، وكانوا يقاسمون على النصف. واتخذ القفيز الملحم وهو عشرة مكاكي بالمكوك الأهوازي (٣)، ووضع شيئا كثيرا من خراجات بلاد شتى، ورفق بالناس في مواضع كثيرة، وولى أخاه أبا عيسى بن الرشيد الكوفة، وولى أخاه صالحا البصرة، وولى عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله (٤) بن العباس بن علي بن أبي طالب نيابة الحرمين، وهو الذي حج بالناس فيها. وواقع يحيى بن معاذ بابك الخرمي فلم يظفر به. وفيها توفي من الأعيان جماعة منهم:

[أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي]

وقد أفردنا له ترجمة مطولة في أول كتابنا طبقات الشافعيين، ولنذكر ههنا ملخصا من ذلك وبالله المستعان.

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، القرشي المطلبي، والسائب بن عبيد أسلم يوم بدر (٥)، وابنه شافع بن السائب من صغار الصحابة، وأمه أزدية. وقد رأت حين حملت به كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية. وقد ولد الشافعي بغزة، وقيل بعسقلان،


(١) في وفيات الأعيان ١/ ٤١: فيك.
(٢) من وفيات الأعيان، وفي الأصل قلانس، وهو شاعر مشهور لقب بالقاضي الأعز.
(٣) في الطبري وابن الأثير: الهاروني.
(٤) من الطبري وابن الأثير، وفي الأصل عبيد الله بن الحسين بن عبد الله …
(٥) كان السائب بن عبيد صاحب راية بني هاشم أسر يوم بدر وكان لا مال له فأطلق دون فدية وأسلم بعد ذلك (مغازي الواقدي ١/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>