للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتركها (١) * وفي الصَّحيحين والمسانيد والسُّنن وَغَيْرِهَا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: تُفْتَحُ الْيَمَنُ فيأتي قوم يبثون فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٢) * كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ جَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ وَقَدْ أَسْنَدَهُ الْحَافِظُ ابن عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وابن جريج وأبو معاوية ومالك بن سعد بن الحسن وأبو ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَسَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ * وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ يُونُسَ عَنْ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ * وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ هِشَامٍ، ومن حديث مالك بن هِشَامٍ بِهِ بِنَحْوِهِ * ثُمَّ رَوَى أَحْمَدُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أنَّ بُسْرَ بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ أنَّه سَمِعَ فِي مَجْلِسِ المكيين (٣) يَذْكُرُونَ أنَّ سُفْيَانَ أَخْبَرَهُمْ، فَذَكَرَ قصَّة وَفِيهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: ويوشك الشَّام أن يفتح فَيَأْتِيَهُ رِجَالٌ مِنْ هَذَا الْبَلَدِ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - فيعجبهم ربعهم وَرَخَاؤُهُ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثمَّ يفتح العراق فيأتي قوم يثبون (٤) فيحملون بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَأَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ طَرِيقِ إسماعيل، ورواه الحافظ ابن عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم بِنَحْوِهِ، وَكَذَا حَدِيثُ ابن حوالة ويشهد لذلك: منعت الشَّام مدها وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا، وَمَنَعَتِ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ (٥) * وَهُوَ فِي الصَّحيح، وَكَذَا حَدِيثُ: الْمَوَاقِيتِ لِأَهْلِ الشَّام وَالْيَمَنِ، وَهُوَ فِي الصَّحيحين وَعِنْدَ مُسْلِمٍ: مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ أَيْضًا حَدِيثُ: إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ * وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ

السَّاعة، فذكر موته عليه السلام، ثم فتح بيت المقدس، ثمَّ موتان - وهو الوباء - ثمَّ كثرة المال،


(١) أخرجه البخاري في المناقب - علامات النبوة.
ومسلم في اللباس باب (٧) ح ٣٩.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل المدينة - باب (٥) من رغب عن المدينة.
ومسلم في الحج (٩٠) باب حديث ٤٩٦.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: ٥ / ٢٢٠.
- يبثون: وفي رواية أحمد: يبسون بالسين أي يسوقون دوابهم سوقا لينا.
(٣) في مسند أحمد ٥ / ٢٢٠: الليثيين.
(٤) في المسند: يبسون.
(٥) أخرجه مسلم في الصحيح عن عبيد بن يعيش في الفتن باب (٨) ح ٣٣ ص ٤ / ٢٢٢٠.
شرح المفردات: - قفيزها: القفيز مكيال معروف لاهل العراق وهو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف.
- مديها: مكيال معروف لاهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا.
- الاردب: مكيال معروف بمصر يسع أربعة وعشرين صاعا.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>