للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقع الفتن … قال البيهقي: تابعه يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله (١) مسلم بن مشكم (٢) عن أبي الدرداء إلى قوله: لست منهم، قلت: قال سعيد بن عبد العزيز توفي أبو الدرداء لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وقال الواقدي وأبو عبيد وغير واحد: توفي سنة ثنتين وثلاثين، .

[ذكر إخباره عن الفتن الواقعة في آخر أيام عثمان وخلافة علي ]

ثبت في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد أن رسول الله أشرف على أطم من آطام المدينة فقال: هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر (٣) … وروى الإمام أحمد ومسلم من حديث الزهري عن أبي إدريس الخولاني: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: والله إني لاعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذاك أن يكون رسول الله حدثني من ذلك شيئا أسره إلي لم يكن حدث به غيري، ولكن رسول الله قال: - وهو يحدث مجلسا أنا فيه - سئل عن الفتن وهو يعد الفتن فيهن ثلاث لا تذوق شيئا منهن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار، قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري (٤)، وهذا لفظ أحمد … قال البيهقي: مات حذيفة بعد الفتنة الأولى بقتل عثمان، وقيل الفتنتين الآخرتين في أيام علي، قلت: قال العجلي وغير واحد من علماء التاريخ: كانت وفاة حذيفة بعد مقتل عثمان بأربعين يوما، وهو الذي قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا، ولكنه كان ضلالة فاحتلبت به الأمة دما، وقال: لو أن أحدا ارتقص لما صنعتم بعثمان لكان جديرا أن يرقص … وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش زوج النبي قال سفيان أربع نسوة، قالت: استيقظ النبي من نومه وهو محمر الوجه وهو يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق بأصبعه الابهام والتي تليها - قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث (٥) … هكذا رواه الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة به،


(١) في التقريب: أبو عبد الله.
(٢) من الدلائل ٦/ ٤٠٤ وفي الأصل يشكر تحريف. وهو أبو عبد الله الدمشقي الخزاعي كاتب أبي الدرداء ثقة مقرئ من كبار الثالثة (التقريب ٢/ ٢٤٧/ ١١٠٤).
(٣) أخرجه البخاري في فضائل المدينة، باب (٨). ومسلم في الفتن. باب (٣).
(٤) أخرجه مسلم في الفتن ح (٢٢) ص (٤/ ٢٢١٦).
(٥) أخرجه البخاري في الأنبياء، باب (٧). ومسلم في الفتن باب (١) ح (١) ص (٤/ ٢٢٠٧) وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج ٦/ ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>