للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمل الحديث بطوله. وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السنجي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله إن به لمما وانه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا، قال: فمسح رسول الله صدره ودعا له فثع ثعة فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى، تفرد به أحمد. وفرقد السنجي رجل صالح ولكنه سئ الحفظ، وقد روى عنه شعبة وغير واحد واحتمل حديثه ولما رواه ههنا شاهد مما تقدم والله أعلم. وقد تكون هذه القصة هي كما سبق إيرادها ويحتمل أن تكون أخرى غيرها. والله أعلم.

[حديث آخر في ذلك]

قال أبو بكر البزار: ثنا محمد بن مرزوق، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صدقة - يعني ابن موسى - ثنا فرقد - يعني السنجي - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان النبي بمكة فجاءته امرأة من الأنصار فقالت: يا رسول الله إن هذا الخبيث قد غلبني، فقال لها: إن تصبري على ما أنت عليه تجيئين يوم القيامة ليس عليك ذنوب ولا حساب، قالت: والذي بعثك بالحق لأصبرن حتى ألقى الله، قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتعلق بها وتقول له: أخسأ، فيذهب عنها. قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وصدقة ليس به بأس، وفرقد حدث عنه جماعة من أهل العلم، منهم شعبة وغيره واحتمل حديثه على سوء حفظه فيه.

[طريق أخرى عن ابن عباس]

قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن عمران أبي بكر، ثا عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه السوداء أتت رسول الله فقالت: إني أصرع وانكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك، قالت: لا بل أصبر فادع الله ألا انكشف ولا ينكشف عني، قال: فدعا لها (١) … وهكذا رواه البخاري عن مسدد عن يحيى - وهو ابن سعيد القطان - وأخرجه مسلم عن القواريري عن يحيى القطان وبشر بن الفضل كلاهما عن عمران بن مسلم أبي بكر الفقيه البصري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس فذكر مثله. ثم قال البخاري: حدثنا محمد، ثنا مخلد عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة (٢). وقد ذكر الحافظ ابن الأثير في الغابة أن أم زفر هذه كانت مشاطة خديجة بنت خويلد


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ١/ ٣٤٧ والبخاري في كتاب المرضى فتح الباري (١٠/ ١١٤) ومسلم في كتاب البر والصلة حديث (٥٤) ص (١٩٩٤).
(٢) محمد هو ابن سلام، صرح باسمه البخاري في الأدب المفرد، ومخلد هو ابن يزيد، وأم زفر ذكرها في الإصابة وقال: " ثبت ذكرها في صحيح البخاري في حديث ابن جريج، أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر. " وقيل إن اسمها سعيرة الأسدية.

<<  <  ج: ص:  >  >>