للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث جابر وسنذكر من ذلك ما تيسر. وقد حكى البيهقي باسناد عن ابن عباس أنه أنكر الاسراع في وادي محسر. وقال: إنما كان ذلك من الاعراب. قال: والمثبت مقدم على النافي قلت وفي ثبوته عنه نظر. والله أعلم. وقد صح ذلك عن جماعة من الصحابة عن رسول الله وصح من صنيع الشيخين أبي بكر وعمر أنهما كانا يفعلان ذلك فروى البيهقي عن الحاكم عن النجاد وغيره. عن أبي علي محمد بن معاذ بن المستهل المعروف بدران عن القعنبي، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة أن عمر كان يوضع ويقول:

إليك تعدوا قلقا وضينها (١) … مخالف دين النصارى دينها

[ذكر رميه جمرة العقبة وحدها يوم النحر وكيف رماها ومتى رماها ومن أي موضع رماها وبكم رماها وقطعه التلبية حين رماها]

قد تقدم من حديث أسامة والفضل وغيرهما من الصحابة أجمعين، أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة. وقال البيهقي: أنبأنا الإمام أبو عثمان، أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة، أنبأنا جدي - يعني إمام الأئمة - محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا علي بن حجر، ثنا شريك، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل عن عبد الله. قال: رمقت النبي فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة. وبه عن ابن خزيمة، ثنا عمر بن حفص الشيباني، ثنا حفص بن غياث، ثنا جعفر بن محمد عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس عن الفضل. قال: أفضت مع رسول الله من عرفات فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يكبر مع كل حصاة ثم قطع التلبية مع آخر حصاة. قال البيهقي وهذه زيادة غريبة ليست في الروايات المشهورة عن ابن عباس عن الفضل وان كان ابن خزيمة قد اختارها. وقال محمد بن إسحاق: حدثني أبان بن صالح عن عكرمة. قال: أفضت مع الحسين بن علي فما أزال أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة فلما قذفها أمسك. فقلت ما هذا فقال: رأيت أبي علي بن أبي طالب يلبي حتى رمى جمرة العقبة وأخبرني أن رسول الله كان يفعل ذلك. وتقدم من حديث الليث عن أبي الزبير، عن أبي معبد عن ابن عباس عن أخيه الفضل. أن النبي أمر الناس في وادي محسر بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة. رواه مسلم. وقال أبو العالية: عن ابن عباس حدثني الفضل. قال قال لي رسول الله غداة يوم النحر: هات فألقط لي حصا فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف فوضعهن في يده فقال: بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. رواه البيهقي وقال جابر في حديثه حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع


(١) الوضين: حزام الرحل، والقلق: المتسع، كناية عن هزال الناقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>