للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سفيان بن عيينة هو عبد الرحمن بن الحارث كان الحجاج استعمله عليها منصرفه منها حين قتل ابن الزبير. قلت: وقد كان عبد الرحمن هذا جليلا نبيلا كبير القدر وكان أحد النفر الأربعة الذين ندبهم عثمان بن عفان في كتابة المصاحف التي نفذها إلى الآفاق ووقع على ما فعله الاجماع والاتفاق.

[ذكر طوافه بين الصفا والمروة]

روى مسلم في صحيحه عن جابر في حديثه الطويل المتقدم بعد ذكره طوافه بالبيت سبعا وصلاته عند المقام ركعتين. قال ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ … (إن الصفا والمروة من شعائر الله)[الأحزاب: ٢١] أبدأ بما بدأ الله به. فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. لا إله إلا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل، حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة فرقي عليها حتى نظر إلى البيت فقال عليها كما قال على الصفا. وقال الإمام أحمد: ثنا عمر بن هارون البلخي، أبو حفص، ثنا ابن جريج عن بعض بني يعلى بن أمية عن أبيه. قال: رأيت النبي مضطبعا بين الصفا والمروة ببرد له نجراني. وقال الإمام أحمد: ثنا يونس، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن، ثنا عطية، عن حبيبة بنت أبي تجراة (١) قالت: دخلت دار حصين في نسوة من قريش والنبي يطوف بين الصفا والمروة قالت: وهو يسعى يدور به إزاره من شدة السعي وهو يقول لأصحابه اسعوا إن الله كتب عليكم السعي. وقال أحمد أيضا: ثنا شريح، ثنا عبد الله بن المؤمل، ثنا عطاء بن أبي رباح، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت: رأيت النبي يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي، يكور به إزاره وهو يقول اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي. تفرد به أحمد. وقد رواه أحمد أيضا عن عبد الرزاق، عن معمر، عن واصل مولى أبي عيينة، عن موسى بن عبيدة، عن صفية بنت شيبة. أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي بين الصفا والمروة يقول: كتب عليكم السعي فاسعوا. وهذه المرأة هي حبيبة بنت تجراة المصرح بذكرها في الاسنادين الأولين وعن أم ولد شيبة بن عثمان. أنها أبصرت النبي وهو يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول: " لا يقطع الأبطح إلا شدا " (٢). رواه النسائي والمراد بالسعي هاهنا الذهاب من الصفا إلى المروة،


(١) في الأصل غير منقوطة، وفي نسخ البداية المطبوعة تجزأة تحريف والصواب تجراة ما أثبتناه من هامش المشتبه للذهبي ١/ ١١٢. وهي إحدى نساء بني عبد الدار كما قال ابن حجر.
(٢) في نسخ البداية المطبوعة: الأسدا تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>