للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يومئذ ابن مائة سنة ومعه ابن له يقال له بشر فقال: يا رسول الله إني أتبرك بمسك، وقد كبرت وابني هذا بر بي فامسح وجهه، فمسح رسول الله وجهه وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن، فكانوا لا يصيبهم بعد ذلك قحط ولا سنة. وقال: محمد بن بشر بن معاوية في ذلك:

وأبي الذي مسح الرسول برأسه … ودعا له بالخير والبركات

أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا … عفرا نواحل لسن باللحيات (١)

يملأن وفد الحي كل عشية … ويعود ذاك الملء بالغدوات

بوركن من منح وبورك مانحا … وعليه منى ما حييت صلاتي

[وفد كنانة]

روى الواقدي بأسانيده: أن واثلة بن الأسقع الليثي قدم على رسول الله وهو يتجهز إلى تبوك فصلى معه الصبح، ثم رجع إلى قومه فدعاهم وأخبرهم عن رسول الله . فقال أبوه: والله لا أحملك أبدا وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته حتى سار مع رسول الله إلى تبوك وهو راكب على بعير لكعب بن عجرة، وبعثه رسول الله مع خالد إلى أكيدر دومة فلما رجعوا عرض واثلة على كعب بن عجرة ما كان شارطه عليه من سهم الغنيمة فقال له كعب إنما حملتك لله ﷿.

[وفد أشجع]

ذكر الواقدي: أنهم قدموا عام الخندق، وهم مائة رجل ورئيسهم مسعود (٢) بن رخيلة فنزلوا شعب سلع فخرج إليهم رسول الله وأمر لهم بأحمال التمر، ويقال بل قدموا بعد ما فرغ من بني قريظة وكانوا سبع مائة رجل فوادعهم ورجعوا ثم أسلموا بعد ذلك.

[وفد باهلة]

قدم رئيسهم مطرف بن الكاهن (٣) بعد الفتح فأسلم. وأخذ لقومه أمانا وكتب له كتابا فيه


(١) في ابن سعد: عفرا نواجل ليس باللجبات، وفي الإصابة: عفرا ثواجل لسن باللجبات. وثواجل: عظام البطون.
(٢) وهو مسعود بن رخيلة بن عابد بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن قنفذ بن حلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع الأشجعي. قال الطبري قاد أشجع يوم الأحزاب وهو مشرك. له ترجمة في أسد الغابة (٤/ ٣٥٧. الإصابة ٣/ ٤١٠).
(٣) وهو مطرف بن خالد بن نضلة الباهلي من بني قراض بن معن. وبنو قراض داخل في بني باهلة وليس منهم، منهم باهليون بالادخال بالأصل (نهاية الإرب للقلقشندي).
كتب له النبي صلى الله عليه وآله نصه كما في الطبقات ١/ ٢٨٤، قسم منه في الإصابة وأوعز إليه في أسد الغابة: هذا كتاب من محمد رسول الله، لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيشه من باهلة. ان من أحيى أرضا مواتا بيضاء فيها مناخ الانعام ومراح، فهي له، وعليهم في كل ثلثين من البقر فارض وفي كل أربعين من الغنم عتود، وفي كل خمسين من الإبل ثاغية مسنة، وليس للمصدق ان يصدقها إلا في مراعيها، وهم آمنون بأمان الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>