للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي فوضع يده عليها، فلما كان الغد رأيتها قد حولت، فقلنا: ما هذا؟ قالوا: جاء رسول الله وأبو بكر وعمر البارحة فحولوها. وهذا غريب أيضا.

[الحديث الثامن عن عائشة ]

رواه الحافظ من حديث علي بن أحمد الحوار، عن قبيصة، عن حبان بن علي، عن صالح بن حبان، عن عبد الله بن بريدة عن عائشة فذكر الحديث بطوله وفيه أنه خيره بين الدنيا والآخرة فاختار الجذع الآخرة وغار حتى ذهب فلم يعرف. هذا حديث غريب إسنادا ومتنا.

[الحديث التاسع عن أم سلمة ]

روى أبو نعيم: من طريق شريك القاضي، وعمرو بن أبي قيس، ومعلى بن هلال ثلاثتهم عن عمار الدهني (١) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت: كان لرسول الله خشبة يستند إليها إذا خطب، فصنع له كرسي أو منبر فلما فقدته خارت كما يخور الثور، حتى سمع أهل المسجد، فأتاها رسول الله فسكنت (٢). هذا لفظ شريك، وفي رواية معلى بن هلال: أنها كانت من دوم، وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه، وقد روى الإمام أحمد والنسائي من حديث عمار الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: قال رسول الله قوائم منبري في زاوية في الجنة (٣) * وروى النسائي أيضا بهذا الاسناد: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة (٤)، فهذه الطرق من هذه الوجوه تفيد القطع بوقوع ذلك عند أئمة هذا الفن، وكذا من تأملها وأنعم فيها النظر والتأمل مع معرفته بأحوال الرجال وبالله المستعان … وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي قال: قال أبي - يعني أبا حاتم الرازي - قال عمرو بن سواد، قال لي الشافعي: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا ، فقلت له: أعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطى محمدا الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هئ له المنبر، فلما هئ له المنبر حن الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك (٥).


(١) من دلائل البيهقي، وفي الأصل الذهبي. وهو عمار بن معاوية الدهني، أبو معاوية البجلي الكوفي صدوق يتشيع من الخامسة (تقريب التهذيب ٢/ ٤٤٦/ ٤٨).
(٢) رواه البيهقي في الدلائل ج ٢/ ٥٦٣.
(٣) رواه أحمد في المسند وفيه: قوائم منبري رواتب في الجنة ج ٦/ ٢٨٩، ٢٩٢، ٣١٨. والنسائي في المساجد باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وآله ٢/ ٣٥ - ٣٦.
(٤) رواه البخاري في الصلاة في مسجد مكة (٥) باب. عن مسدد ومسلم في كتاب الحج (٩٢) باب. الحديث ٥٠٢.
(٥) دلائل النبوة ٦/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>