للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصاحبي] (١) وأما أنت يا جعفر فتشبه خلقي وخلقي، وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها " فقضى بها لجعفر. قال الواقدي: فلما قضى بها لجعفر قام جعفر فحجل حول رسول الله ، فقال " ما هذا يا جعفر؟ " فقال يا رسول الله كان النجاشي إذا أرضى أحدا قام فحجل حوله، فقال للنبي تزوجها فقال " ابنة أخي من الرضاعة " فزوجها رسول الله سلمة بن أبي سلمة، فكان النبي يقول " هل جزيت سلمة " (٢).

قلت: لأنه ذكر الواقدي وغيره أنه هو الذي زوج رسول الله بأمه أم سلمة، لأنه كان أكبر من أخيه عمر بن أبي سلمة والله أعلم.

قال ابن إسحاق: ورجع رسول الله إلى المدينة في ذي الحجة، وتولى المشركون تلك الحجة. قال ابن هشام: وأنزل الله في هذه العمرة فيما حدثني أبو عبيدة قوله تعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) [يعني خيبر] (٣).

فصل [سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم] (٤)

ذكر البيهقي هاهنا سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم، ثم ساق بسنده عن الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزهري: قال: لما رجع رسول الله من عمرة القضية رجع في ذي الحجة من سنة سبع، فبعث ابن أبي العوجاء السلمي في خمسين فارسا فخرج العين إلى قومه فحذرهم وأخبرهم فجمعوا جمعا كثيرا وجاءهم ابن أبي العوجاء والقوم معدون، فلما أن رأوهم أصحاب رسول الله ورأوا جمعهم دعوهم إلى الاسلام، فرشقوهم بالنبل، ولم يسمعوا قولهم وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه، فرموهم ساعة وجعلت الامداد تأتي حتى أحدقوا بهم من كل جانب، فقاتل القوم قتالا شديدا حتى قتل عامتهم، وأصيب ابن أبي العوجاء بجراحات كثيرة فتحامل حتى رجع إلى المدينة بمن بقي معه من أصحابه في أول يوم من


(١) من الواقدي.
(٢) من الواقدي، وفي الأصل أبا سلمة، وذلك أن سلمة كان قد زوج أمه، أم سلمة من رسول الله .
(٣) من ابن هشام.
(٤) عنوان استدركناه للايضاح، وابن أبي العوجاء اسمه الأخرم، له ترجمة في الإصابة. وقال الذهبي فيه: أبو العوجاء وهو بعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>