للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، زَادَ أَبُو أُمَيَّةَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ

أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يُوحَى إِلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ فَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّيْتَ الْعَصْرَ؟ وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: صَلَّيْتَ يَا عليَّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ نَبِيِّكَ، وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: رَسُولِكَ، فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمس.

قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَرَأَيْتُهَا غَرَبَتْ ثم رأيتها طلعت بعدما غَرَبَتْ.

وَقَدْ رَوَاهُ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ كَمَا تَقَدَّمَ وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيِّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ، ثَنَا فَضِيلُ بْنُ مَرْزُوقٍ فَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَقَدِ اضْطَرَبَ الرُّواة فِيهِ فَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ عَنْ أَسْمَاءَ.

وَهَذَا تَخْلِيطٌ فِي الرِّواية.

قَالَ: وَأَحْمَدُ بْنُ داود ليس بشئ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ كَذَّابٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ * وَعَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ قَالَ فِيهِ الْعُقَيْلِيُّ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الثِّقات بِالْمَنَاكِيرِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.

قَالَ: وَفُضَيْلُ بن مرزوق قد ضعَّفه يحيى، قال ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ وَيُخْطِئُ عَنِ الثِّقات، وبه قال الحافظ بن عساكر.

قال: وأخبرنا أبو محمد، عن طَاوُسٍ، أنَّا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ أنَّا أَبُو عمرو بْنُ مَهْدِيٍّ، أنَّا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفي، حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، حدَّثني أَبِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، فَرَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا خَرَزَةً، وَرَأَيْتُ فِي يَدَيْهَا مَسَكَتَيْنِ غَلِيظَتَيْنِ - وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ - فَقُلْتُ لَهَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: إنَّه يُكْرَهُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَتَشَبَّهَ بالرِّجال، ثُمَّ حدَّثتني أنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ حدَّثتها: أنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ دَفَعَ إِلَى النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فجلَّله بِثَوْبِهِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَدْبَرَتِ الشَّمس يقول: غَابَتْ أَوْ كَادَتْ أَنْ تَغِيبَ، ثُمَّ إنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: أَصَلَّيْتَ يَا عليَّ؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: اللَّهُمَّ رُدَّ على عليّ الشَّمس، فرجعت حَتَّى بَلَغَتْ نِصْفَ الْمَسْجِدِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحمن: وَقَالَ أَبِي حدَّثني مُوسَى الْجُهَنِيُّ نَحْوَهُ.

ثُمَّ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَفِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجَاهِيلِ.

وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ

الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ شَاهِينَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ فَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا بَاطِلٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ ابْنُ عُقْدَةَ، فإنَّه كَانَ رَافِضِيًّا يحدِّث بِمَثَالِبِ الصَّحابة، قَالَ الْخَطِيبُ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُقْدَةَ بِجَامِعِ بَرَاثَا (١) يُمْلِي مَثَالِبَ الصَّحابة أَوْ قَالَ: الشَّيخين فَتَرَكْتُهُ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ ابْنُ عُقْدَةَ رَجُلَ سُوءٍ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي غَالِبٍ يَقُولُ: ابْنُ عُقْدَةَ لَا يَتَدَيَّنُ بِالْحَدِيثِ لأنه كان يحمل شيوخا


(١) براثا: محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ، ولم يعد لها أثر.
(معجم البلدان) .
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>