للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جرير: ومات في هذه السنة يعقوب بن إبراهيم المعروف بقوصرة في جمادى الآخرة. قلت: وهذا الرجل كان نائبا على الديار المصرية من جهة المتوكل. وفيها حج بالناس عبد الله بن محمد ابن داود، وحج جعفر بن دينار وهو والي طريق مكة وأحداث الموسم، ولم يتعرض ابن جرير لوفاة أحد من المحدثين في هذه السنة، وقد توفي من الأعيان الإمام أحمد بن حنبل. وجبارة بن المغلس الحماني (١). وأبو ثوبة الحلبي (٢). وعيسى بن حماد سجادة (٣). ويعقوب بن حميد بن كاسب (٤). ولنذكر شيئا من:

[الإمام أحمد بن حنبل]

فنقول وبالله المستعان: هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل أبو عبد الله الشيباني ثم المروزي ثم البغدادي، هكذا ساق نسبه الحافظ الكبير أبو بكر البيهقي في الكتاب الذي جمعه في مناقب أحمد عن شيخه الحافظ أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك، وروى عن صالح بن الإمام أحمد قال: رأى أبي هذا النسب في كتاب لي فقال: وما تصنع به؟ ولم ينكر النسب. قالوا: وقدم به أبوه من مرو وهو حمل فوضعته أمه ببغداد في ربيع الأول من سنة أربع وستين ومائة، وتوفي أبوه وهو ابن ثلاث سنين فكفلته أمه. قال صالح عن أبيه: فثقبت أذني وجعلت فيها لؤلؤتين فلما كبرت دفعتهما إلي فبعتهما بثلاثين درهما. وتوفي أبو عبد الله أحمد بن حنبل يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين، وله من العمر سبع وسبعون سنة .

وقد كان في حداثته يختلف إلى مجلس القاضي أبي يوسف، ثم ترك ذلك وأقبل على سماع الحديث، فكان أول طلبه للحديث وأول سماعه من مشايخه في سنة سبع وثمانين ومائة، وقد بلغ من العمر ست عشرة سنة، وأول حجة حجها في سنة سبع وثمانين ومائة، ثم سنة إحدى وتسعين. وفيها حج الوليد بن مسلم، ثم سنة ست وتسعين، وجاور في سنة سبع وتسعين، ثم حج في سنة ثمان


(١) أبو محمد الكوفي. قال في المغني: شيخ ابن ماجة واه، وقال ابن نمير: صدوق. وقال فيه البخاري: مضطرب الحديث. روى عن شبيب بن أبي شيبة. قال في التقريب: ضعيف.
(٢) واسمه الربيع بن نافع الحافظ روى عنه أحمد وغيره. نزل طرسوس فكان شيخها وعالمها. ثقة.
(٣) سجادة لقبه: لعبادته (قاله في نزهة الألباب والنجوم الزاهرة). وكان ثقة وصاحب سنة.
(٤) المحدث مدني مشهور نزل مكة. قواه البخاري ووثقه ابن معين وضعفه جماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>