الأولى منها عن أربع وتسعين سنة.
وَخَاقَانُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، كَانَتْ لَهُ أحوال وكرامات.
التِّرْمِذِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَورة بْنِ مُوسَى بْنِ الضَّحَّاكِ، وَقِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ بْنِ
سَوْرَةَ بْنِ السَّكَنِ، وَيُقَالُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ بْنِ شداد بن عيسى السلمي الترمذي الضرير، يقال إِنَّهُ وُلِدَ أَكْمَهَ، وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ فِي زَمَانِهِ، وَلَهُ الْمُصَنَّفَاتُ الْمَشْهُورَةُ، مِنْهَا الجامع، والشمائل، وأسماء الصَّحَابَةِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَكِتَابُ الْجَامِعِ أَحَدُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْعُلَمَاءُ فِي سَائِرِ الآفاق، وجهالة ابن حزم لأبي عيسى الترمذي لا تضره حَيْثُ قَالَ فِي مُحَلَّاهُ: وَمَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عيسى بن سورة؟ فإن جهالته لا تَضَعُ مِنْ قَدْرِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، بَلْ وضعت مَنْزِلَةِ ابْنِ حَزْمٍ عِنْدَ الْحُفَّاظِ.
وَكَيْفَ يَصِحُّ في الأذهان شئ * إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلِ وَقَدْ ذَكَرْنَا مشايخ الترمذي في التَّكْمِيلِ.
وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ منهم محمد بن إسماعيل البخاري في الصَّحِيحِ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ صَاحِبُ الْمُسْنَدِ، ومحمد بْنِ مَحْبُوبٍ الْمَحْبُوبِيُّ، رَاوِي الْجَامِعِ عَنْهُ.
وَمُحَمَّدُ بن المنذر بن شكر.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ الْقَزْوِينِيُّ فِي كِتَابِهِ عُلُومِ الْحَدِيثِ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَورة بْنِ شَدَّادٍ الْحَافِظُ متفق عليه، له كتاب في السنن وكتاب في الجرح والتعديل، روى عنه أبو محبوب والأجلاء، وهو مشهور بالأمانة والإمامة وَالْعِلْمِ.
مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
كَذَا قَالَ فِي تَارِيخِ وَفَاتِهِ.
وَقَدْ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْغُنْجَارُ فِي تَارِيخِ بُخَارَى: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ بْنِ مُوسَى بْنِ الضَّحَّاكِ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ الْحَافِظُ، دَخَلَ بُخَارَى وَحَدَّثَ بِهَا، وَهُوَ صاحب الجامع والتاريخ، تُوُفِّيَ بِالتِّرْمِذِ لَيْلَةَ الْإِثْنَيْنِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.
ذكره الحافظ أبو حاتم بن حيان فِي الثِّقَاتِ، فَقَالَ: كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ وَصَنَّفَ وَحَفِظَ وَذَاكَرَ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: كَتَبَ عَنِّي الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ " لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُجْنِبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غيري وغيرك " (١) .
وروى ابن يقظة فِي تَقْيِيدِهِ عَنِ التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَنَّفْتُ هذا المسند الصحيح وعرضته عَلَى عُلَمَاءِ الْحِجَازِ فَرَضُوا بِهِ، وَعَرَضْتُهُ عَلَى عُلَمَاءِ الْعِرَاقِ فَرَضُوا بِهِ، وَعَرَضْتُهُ عَلَى عُلَمَاءِ خُرَاسَانَ فَرَضُوا بِهِ، وَمَنْ كَانَ فِي بَيْتِهِ هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق.
وفي رواية يتكلم.
قالوا وجملة الجامع.
مائة إحدى وَخَمْسُونَ كِتَابًا، وَكِتَابُ الْعِلَلِ صَنَّفَهُ بِسَمَرْقَنْدَ، وَكَانَ فراغه منه في يوم عيد الأضحى سنة سبعين ومائتين.
قال
ابن عطية: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيَّ سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ:
(١) أخرجه التِّرمذي في كتاب المناقب باب (٢٠) ح (٣٧٢٧) ص (٥ / ٦٤٠) (*) .