للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنيع حسن إن شاء الله. وفيها صادر المقتدر أبا علي بن الجصاص بستة عشر ألف ألف دينار (١) غير الآنية والثياب الثمينة. وفيها أدخل الخليفة أولاده إلى المكتب وكان يوما مشهودا. وفيها بنى الوزير المارستان بالحربية من بغداد، وأنفق عليه أموالا جزيلة، جزاه الله خيرا. وحج بالناس فيها الفضل الهاشمي. وقطعت الاعراب (٢) وطائفة من القرامطة الطريقين على الراجعين من الحجيج، وأخذوا منهم أموالا كثيرة، وقتلوا منهم خلقا وأسروا أكثر من مائتي (٣) امرأة حرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفيها توفي من الأعيان ..

[بشر بن نصر بن منصور]

أبو القاسم الفقيه الشافعي، من أهل مصر يعرف بغلام عرق، وعرق خادم من خدام السلطان كان يلي البريد، فقدم معه بهذا الرجل مصر فأقام بها حتى مات بها.

بدعة جارية عريب المغنية، بذل لسيدتها فيها مائة ألف دينار وعشرون ألفا دينار من بعض من رغب فيها من الخلفاء فعرض ذلك عليها فكرهت مفارقة سيدتها، فأعتقتها سيدتها في موتها، وتأخرت وفاتها إلى هذه السنة، وقد تركت من المال العين والأملاك ما لم يملكه رجل.

[القاضي أبو زرعه محمد بن عثمان الشافعي]

قاضي مصر ثم دمشق، وهو أول من حكم بمذهب الشافعي بالشام وأشاعه بها وقد كان أهل الشام على مذهب الأوزاعي من حين مات إلى هذه السنة. وثبت على مذهب الأوزاعي بقايا كثيرون لم يفارقوه، وكان ثقة عدلا من سادات القضاة، وكان أصله من أهل الكتاب من اليهود، ثم أسلم وصار إلى ما صار إليه. وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعية.

[ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثمائة]

فيها وقف المقتدر بالله أموالا جزيلة وضياعا على الحرمين الشريفين، واستدعى بالقضاة والأعيان، وأشهدهم على نفسه بما وقفه من ذلك. وفيها قدم إليه بجماعة من الاسرى من الاعراب الذين كانوا قد اعتدوا على الحجيج، فلم يتمالك العامة أن اعتدوا عليهم فقتلوهم، فأخذ بعضهم فعوقب لكونه افتات على السلطان. وفيها وقع حريق شديد في سوق النجارين ببغداد فأحرق السوق


(١) في ابن الأثير ٨/ ٨٦ ونهاية الإرب ٢٣/ ٤٠: أربعة آلاف ألف دينار، وفي الطبري ١٢/ ٢٥: ستة آلاف ألف دينار، وفي مروج الذهب ٤/ ٣٤٨: خمسة آلاف ألف وخمسمائة ألف دينار.
(٢) في الطبري وابن الأثير: اعراب من الحاجر.
(٣) في الطبري ١١/ ٤٠٩: مائتين وثمانين، وفي ابن الأثير ٨/ ٩٠: مائتين وخمسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>