(٢) اختلف في زمن غزوة المريسيع، قال البخاري عن ابن عقبة: كانت سنة أربع، وما أخرجه عنه الحاكم والبيهقي في الدلائل وغيرهما: سنة خمس وهذا ما أيده قتادة وعروة كما روى عنهما البيهقي. وقال ابن إسحاق والطبري: في شعبان سنة ست. وعقب الزرقاني على هذا الخلاف في شرح المواهب، قال: " وقال الحاكم في الإكليل: قول عروة وغيره انها كانت سنة خمس أشبه من قول ابن إسحاق، قلت: ويؤيده ما ثبت في حديث الإفك ان سعد بن معاذ تنازع هو وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك، فلو كانت المريسيع في شعبان سنة ست مع كون الإفك منها، لكان ما وقع في الصحيح من سعد بن معاذ غلطا، لأنه مات أيام قريظة، وكانت سنة خمس على الصحيح، وإن كانت سنة أربع، فهو أشد غلطا. فظهر أن غزوة المريسيع كانت في سنة خمس في شعبان قبل الخندق، لأنها كانت في شوال سنة خمس، فتكون بعدها فيكون سعد بن معاذ موجودا في المريسيع ورمي بها بعد ذلك بسهم في الخندق، ومات من جراحته بعد تحكيمه في بني قريظة. (٣) الخبر في ابن هشام: ٣/ ٣٠٢.