الستة … وقد رواه البيهقي في الدلائل عن الحاكم عن أبي عمرو بن أبي جعفر، عن الحسن بن سفيان، عن هشام بن عمار الخطيب، عن يحيى بن حمزة القاضي به وهو يشبه معنى الحديث الأول (١) … وفيه من دلائل النبوة ثلاث إحداها الاخبار عن الغزوة الأولى في البحر وقد كانت في سنة سبع وعشرين مع معاوية بن أبي سفيان حين غزا قبرص وهو نائب الشام عن عثمان بن عفان، وكانت معهم أم حرام بنت ملحان هذه صحبة زوجها عبادة بن الصامت، أحد النقباء ليلة العقبة، فتوفيت مرجعهم من الغزو قتل بالشام كما تقدم في الرواية عند البخاري، وقال ابن زيد: توفيت بقبرص سنة سبع وعشرين، والغزوة الثانية غزوة قسطنطينية مع أول جيش غزاها، وكان أميرها يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وذلك في سنة ثنتين وخمسين، وكان معهم أبو أيوب، خالد بن زيد الأنصاري، فمات هنالك ﵁ وأرضاه، ولم تكن هذه المرأة معهم، لأنها كانت قد توفيت قبل ذلك في الغزوة الأولى … فهذا الحديث فيه ثلاث آيات من دلائل النبوة، الاخبار عن الغزوتين، والاخبار عن المرأة بأنها من الأولين وليست من الآخرين، وكذلك وقع صلوات الله وسلامه عليه.
[الاخبار عن غزوة الهند]
قال الإمام أحمد: حدثنا هشيم عن سيار بن حسين بن عبيدة، عن أبي هريرة قال: وعد؟ رسول الله ﷺ غزوة الهند فإن استشهدت كنت من خير الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هرير المحرر … رواه النسائي من حديث هشيم وزيد بن أنيسة عن يسار عن جبر، ويقال: جبير، عن أبي هريرة قال: وعدنا رسول الله ﷺ غزوة الهند فذكره، وقال أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا البراء عن الحسن عن أبي هريرة قال: حدثني خليلي الصادق المصدوق، رسول الله ﷺ أنه قال: يكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند، فإن أنا أدركته فاستشهدت فذاك، وإن أنا وإن أنا فذكر كلمة رجعت فأنا أبو هريرة المحدث قد أعتقني من النار … تفرد به أحمد، وقد غزا المسلمون الهند في أيام معاوية سنة أربع وأربعين، وكانت هنالك أمور سيأتي بسطها في موضعها، وقد غرا الملك الكبير الجليل محمود بن سبكتكين، صاحب غزنة، في حدود أربعمائة، بلاد الهند فدخل فيها وقتل وأسر وسبى وغنم ودخل السومنات وكسر الند الأعظم الذي يعبدونه، واستلب سيونه وقلائده، ثم رجع سالما مؤيدا منصورا.
(١) أخرجه البخاري في الجهاد - باب ما قيل في قتال الروم ح ٢٩٢٤، ورواه البيهقي في الدلائل ٦/ ٤٥٢