للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَعْرَابِيِّ، ثَنَا عبَّاس بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أنَّا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ - يَعْنِي ابْنَ حسَّان - عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَهْلَهُ فَرَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ، فَخَرَجَ إِلَى البريَّة، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اللَّهم ارْزُقْنَا مَا نَعْتَجِنُ وَنَخْتَبِزُ، قَالَ: فَإِذَا الْجَفْنَةُ مَلْأَى خَمِيرًا وَالرَّحَا تَطْحَنُ، والتَّنُّور مَلْأَى خُبْزًا وَشِوَاءً، قَالَ: فَجَاءَ زَوْجُهَا فَقَالَ: عندكم شئ؟ قَالَتْ: نَعَمْ رِزْقُ اللَّهِ، فَرَفَعَ الرَّحَا فَكَنَسَ مَا حَوْلَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَقَالَ: لَوْ تَرَكَهَا لَدَارَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بن عبيد الصفار، ثنا أبو إسمعيل التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حدَّثني اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ ذَا حَاجَةٍ، فخرج، [يوما] وليس عند أهله شئ، فقالت امرأته: لو حرَّكت رَحَايَ وَجَعَلْتُ فِي تَنُّورِي سَعَفَاتٍ فَسَمِعَ جِيرَانِي صَوْتَ الرَّحَا وَرَأَوُا الدُّخان، فظنُّوا أنَّ عِنْدَنَا طَعَامًا وَلَيْسَ بِنَا خَصَاصَةٌ؟ فَقَامَتْ إِلَى تَنُّورِهَا فَأَوْقَدَتْهُ وَقَعَدَتْ تُحَرِّكُ الرَّحا، قَالَ: فَأَقْبَلَ زَوْجُهَا وَسَمِعَ الرَّحا، فَقَامَتْ إِلَيْهِ لِتَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ، فَقَالَ: مَاذَا كُنْتِ تَطْحَنِينَ؟ فَأَخْبَرَتْهُ، فَدَخَلَا وإنَّ رَحَاهُمَا لَتَدُورُ وَتَصُبُّ دَقِيقًا، فَلَمْ يَبْقَ في البيت وعاء إلا ملئ، ثمَّ خَرَجَتْ إِلَى تَنُّورِهَا فَوَجَدَتْهُ مَمْلُوءًا خُبْزًا، فَأَقْبَلَ زَوْجُهَا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتِ الرَّحا؟ قَالَ: رَفَعْتُهَا وَنَفَضْتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَرَكْتُمُوهَا مَا زَالَتْ لَكُمْ حَيَاتِي، أَوْ قَالَ حَيَاتُكُمْ (١) * وَهَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبٌ سَنَدًا وَمَتْنًا.

حَدِيثٌ آخَرُ وَقَالَ مَالِكٌ: عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم ضافه ضيف كافر فأمر بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ حِلَابَهَا (٢) ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثُمَّ أُخْرَى

فَشَرِبَ حِلَابَهَا، حتَّى شَرِبَ حِلَابَ سَبْعِ شِيَاهٍ، ثمَّ إنَّه أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَأَمَرَ لَهُ بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثمَّ أَمَرَ لَهُ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُسْلِمَ يشرب في معاً واحدٍ، والكافر بشرب فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ (٣) * وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ.

حَدِيثٌ آخَرُ قَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بن حاتم (٤) ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الأوَّل، ثَنَا حَفْصُ بن غياث، ثنا الاعمش.


(١) رواه البيهقي في الدلائل ٦ / ١٠٥ - ١٠٦ في باب ما جاء في دعاء المرأة بالرزق.
(٢) حلابها: الحلاب الاناء الذي يحلب فيه اللبن.
(٣) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الاشربة ح ٢٠٦٢ ص ٣ / ١٦٣٢.
(٤) في الدلائل للبيهقي ٦ / ١١٧: جابر.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>