للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصيته لولده]

قال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن الصقعب (١) بن زهير عن زيد بن أسلم قال حماد أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيحان (٢) مزرورة بالديباج فقال: " ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس بن فارس أو قال يريد أن يضع كل فارس بن فارس ورفع كل راع بن راع " قال: فأخذ رسول الله بمجامع جبته وقال: لا أرى عليك لباس من لا يعقل!؟ … ثم قال: " إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله فان السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله. ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة فضمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده. فإن بها صلات كل شئ وبها يرزق الخلق وأنهاك عن الشرك والكبر " قال: قلت - أو قيل - يا رسول الله، هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر أن يكون لاحدنا نعلان حسنان لهما شرا كان حسنان قال: " لا ". قال: هو أن يكون لاحدنا حلة يلبسها؟ قال: " لا ". قال: هو أن يكون لاحدنا دابة يركبها؟ قال: " لا ". قال: هو أن يكون لاحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: " لا " … قلت - أو قيل يا رسول الله فما الكبر؟ قال: " سفه الحق وغمض (٣) الناس ". وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه * ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله : قال: " كان في وصية نوح لابنه أوصيك بخصلتين وأنهاك عن خصلتين " فذكر نحوه … وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد عن أبي معاوية الضرير عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي بنحوه … والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أحمد والطبراني والله أعلم.

ويزعم أهل الكتاب أن نوحا لما ركب السفينة كان عمره ستمائة سنة … وقدمنا

عن ابن عباس مثله وزاد وعاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. وفي هذا القول نظر … ثم إن لم


(١) كذا في الأصل والمسند، وفي الأسماء للبيهقي: المصعب.
(٢) في الهيثمي: سنجاب. وفي المسند سيجان: جمع أساج الطيلسان الأخضر: قيل هو الطيلسان المقور ينسخ كذلك.
(٣) في المسند والهيثمي وغمص، غمط الناس وعمص الغمط والغمص الاستهانة والاحتقار. أخرج الحديث في المسند ج ٢/ ١٦٩، ١٧٠ والأسماء والصفات للبيهقي ١٢٨ عن ابن عمر ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٢/ ٢١٩. وقال: رواه كله أحمد ورواه الطبراني بنحوه وزاد في رواية: وأوصيك بالتسبيح فإنها عبادة الخلق وبالتكبير. ورواه البزار من حديث ابن عمر. ورجال أحد ثقات. ص ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>