للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله : " الجلاوذة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار ". انفرد به محمد بن مسلم الطالقي.

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسن الأنماطي البغدادي، حدثنا عبد المنعم بن إدريس، حدثنا أبي عن وهب بن منبه عن طاوس عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب: " يا علي استكثر من المعارف من المؤمنين فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة ". فمضى علي فأقام حينا لا يلقى أحدا إلا اتخذه للآخرة، ثم جاء من بعد ذلك فقال له رسول الله : " ما فعلت فيما أمرتك به؟ قال: قد فعلت يا رسول الله، فقال له النبي : إذهب فابل أخبارهم، فذهب ثم أتى النبي وهو منكس رأسه، فقال له النبي : اذهب فابل أخبارهم، فذهب ثم أتى النبي تبسم [فقال]: ما أحسب يا علي ثبت معك إلا أبناء الآخرة؟ فقال له علي: لا والذي بعثك بالحق، فقال له النبي (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عبادي لا خوف عليكم) [الزخرف: ٦٧ - ٦٨] يا علي! أقبل على شأنك واملك لسانك، وأغفل من تعاشر من أهل زمانك تكن سالما غانما " لم يرو إلا من هذا الوجه فيما نعلم والله أعلم.

[ثم دخلت سنة سبع ومائة]

فيها خرج باليمن رجل يقال له عباد الرعيني فدعا إلى مذهب الخوارج واتبعه فرقة من الناس وحلموا فقاتلهم يوسف بن عمر فقتله وقتل أصحابه، وكانوا ثلاثمائة. وفيها وقع بالشام طاعون شديد، وفيها غزا معاوية بن هشام الصائفة وعلى جيش أهل الشام ميمون بن مهران، فقطعوا البحر إلى قبرص وغزا مسلمة في البر في جيش آخر (١). وفيها ظفر أسد بن عبد الله القسري بجماعة من دعاة بني العباس بخراسان فصلبهم وأشهرهم (٢). وفيها غزا أسد القسري جبال نمروذ (٣)، ملك القرقيسيان، مما يلي جبال الطالقان، فصالحه نمروذ وأسلم على يديه. وفيها غزا أسد الغور - وهي جبال هراة - فعمد أهلها إلى حواصلهم وأموالهم وأثقالهم فجعلوا ذلك كله في كهف منيع، لا سبيل لاحد عليه، وهو مستعل جدا، فأمر أسد بالرجال فحملوا في توابيت ودلاهم إليه، وأمر بوضع ما هنالك في التوابيت ورفعوهم فسلموا وغنموا، وهذا رأي سديد. وفيها أمر أسد بجمع ما حول بلخ إليها. واستناب عليها برمك والد خالد بن برمك وبناها بناء جيدا جديدا محكما وحصنها وجعلها معقدا للمسلمين. وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام أمير الحرمين. وممن توفي فيها من الأعيان:


(١) في ابن الأثير ٥/ ١٤١: أورد الخبرين في حوادث سنة ١٠٨ هـ.
(٢) في الطبري ٨/ ١٨٨ ومنهم: أبو عكرمة ومحمد بن خنيس. وانظر ابن الأثير ٥/ ١٣٦ وفي الاخبار الطوال ص ٣٣٤: أبو عكرمة وحيان العطار ضرب أعناقهما وصلبهما أسد بن عبد الله في أيام يزيد بن عبد الملك.
(٣) في الطبري ٨/ ١٨٨ وابن الأثير ٥/ ١٣٧: جبال نمرون ملك الغرشستان.

<<  <  ج: ص:  >  >>