للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَمُّوا بتمامٍ فَصَارُوا عَشَرَهْ * يَا رَبِّ فَاجْعَلْهُمْ كِرَامًا بَرَرَهْ وَاجْعَلْهُمْ ذِكْرًا وَأَنْمِ الثَّمَرَهْ فَأَمَّا الْفَضْلُ فَمَاتَ بِأَجْنَادِينَ شَهِيدًا، وَعَبْدُ اللَّهِ بِالطَّائِفِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بِالْيَمَنِ، وَمَعْبَدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وقثم وكثير بينبع، وقيل إن قثماً مات بسمرقند، وقد قال مسلم بن حماد الْمَكِّيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ بني أمٍ واحدة أشراف ولدوا في دار واحدة أبعد قبور مِنْ بَنِي أُمِّ الْفَضْلِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَوَاضِعَ قُبُورِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ الْفَضْلُ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بِالشَّامِ.

وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَلْبَسُ الْحُلَّةَ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ،

وكان علي يدعى السَّجَّادَ لِكَثْرَةِ صِلَاتِهِ، وَكَانَ أَجْمَلَ قُرَشِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَقِيلَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَعَ الْجَمَالِ التَّامِّ، وَعَلَى هَذَا فَهُوَ أَبُو الْخُلَفَاءِ الْعَبَّاسِيِّينَ، فَفِي وَلَدِهِ كَانْتِ الْخِلَافَةُ الْعَبَّاسِيَّةُ كَمَا سَيَأْتِي، وَكَانَ لِابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا محمد والفضل وعبد الله، وأمهم زرعة بنت مسرح بن معدي كرب، وله أسماء وَهِيَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْمَوَالِي عِكْرِمَةُ وَكُرَيْبٌ وَأَبُو مَعْبَدٍ وَشُعْبَةُ وَدَقِيقٌ وَأَبُو عمرة وأبو عبيد.

وأسند أَلْفًا وَسِتَّمِائَةٍ وَسَبْعِينَ حَدِيثًا وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيُّ الْعَدَوِيُّ الْكَعْبِيُّ، اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى أَقْوَالٍ أَصَحُّهَا خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرٍو، أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَكَانَ مَعَهُ أَحَدُ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ الثَّلَاثَةِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وله أحاديث * وفيها توفي أبو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ وَفِي شُهُودِهِ بَدْرًا، قَالَ الْوَاقِدِيُّ تُوُفِّيَ سُنَّةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ عَنْ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ فِي تَارِيخِ وَفَاتِهِ.

وَزَعَمَ بعضهم أنَّه عاش سبعين سنة، مات بمكة بعدما جاوز بِهَا سَنَةً وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْمُهَاجِرِينَ وَاللَّهُ أعلم.

[ثم دخلت سنة تسع وستين]

ففيها (١) كان مقتل عمرو بن سعيد الأشدق الأموي قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَكَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ رَكِبَ فِي أَوَّلِ هذه السنة في جنوده قاصداً قرقيسيا لِيُحَاصِرَ زُفَرَ بْنَ الْحَارِثِ الْكِلَابِيَّ الَّذِي أَعَانَ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ عَلَى جَيْشِ مَرْوَانَ حِينَ قَاتَلُوهُمْ بِعَيْنِ وَرْدَةَ.

وَمِنْ عَزْمِهِ إِذَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقْصِدَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبير بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا سَارَ إِلَيْهَا اسْتَخْلَفَ عَلَى دِمَشْقَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ الْأَشْدَقَ، فَتَحَصَّنَ بِهَا وَأَخْذَ أَمْوَالَ بَيْتِ الْمَالِ وَقِيلَ بَلْ كَانَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَكِنَّهُ انْخَذَلَ عَنْهُ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْجَيْشِ وَكَرَّ رَاجِعًا إِلَى دِمَشْقَ فِي اللَّيْلِ، وَمَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ حُرَيْثِ بْنِ بحدل الكلبي،


(١) وفي مروج الذهب ٣ / ١٢١: وفي سنة سبعين قتل عبد الملك عمرو بن سعيد.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>