للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقومهم إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى. وقال ورقة بن نوفل لما قص عليه رسول الله خبر ما رأى من أول الوحي وتلا عليه (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم) [العلق: ١ - ٥] قال سبوح سبوح هذا الناموس الذي انزل على موسى بن عمران، وبالجملة فشريعة موسى كانت عظيمة وأمته كانت أمة كثيرة ووجد فيها أنبياء، وعلماء، وعباد، وزهاد، وألباء، وملوك، وأمراء، وسادات، وكبراء. لكنهم كانوا فبادوا، وتبدلوا، كما بدلت شريعتهم ومسخوا قردة وخنازير، ثم نسخت بعد كل حساب ملتهم، وجرت عليهم خطوب، وأمور يطول ذكرها، ولكن سنورد ما فيه مقنع لمن أراد أن يبلغه خبرها إن شاء الله … وبه الثقة وعليه التكلان.

[ذكر حجه] (١) إلى البيت العتيق [وصفته] (١)

قال الإمام أحمد: حدثنا هشام (٢)، حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن ابن عباس أن رسول الله مر بوادي الأزرق فقال: أي واد هذا؟ ". قالوا وادي الأزرق. قال: " كأني أنظر إلى موسى وهو هابط من الثنية وله جؤار إلى الله ﷿ بالتلبية " حتى أتى على ثنية هرشاء. فقال: " أي ثنية هذه؟ " قالوا هذه ثنية هرشاء. قال: " كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة " (٣). قال هشيم يعني ليفا وهو يلبي. أخرجه مسلم من حديث داود بن أبي هند به. وروى الطبراني عن ابن عباس مرفوعا إن موسى حج على ثور أحمر وهذا غريب جدا. وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن مجاهد قال كنا عند ابن عباس فذكروا الدجال فقال إنه مكتوب بين عينيه (ك ف ر) قال ما يقولون قال يقولون مكتوب بين عينيه (ك ف ر) فقال ابن عباس لم أسمعه قال ذلك ولكن. قال: أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى: فرجل آدم جعد الشعر على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه وقد انحدر من الوادي يلبي " (٤) قال هشيم الخلبة الليف … ثم رواه الإمام أحمد: عن أسود، عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال


(١) سقطت من النسخ المطبوعة. وفي نسخة: حجته بدل حجة.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ج ١/ ٢١٥ - ٢١٦ وفيه: عن هشيم وقد ورد صحيحا في نهاية الحديث، وأخرجه مسلم في صحيحه (١) كتاب الايمان ٧٤/ ٢٦٨ وابن ماجة في سننه ٢٥/ ٤/ ٢٨٩١.
(٣) في الحديث:
- وادي الأزرق: خلف أمج إلى مكة بميل. وقد يجمع فيقال الأزارق معجم ما استعجم ١/ ١٤٦.
- جؤار: قال ابن الأثير في النهاية: الجؤار رفع الصوت والاستغاثة.
- ثنية هرشاء: جبل على طريق الشام والمدينة قريب من الجحفة.
- خطام: حبل يجعل على خطم البعير، ويقاد به.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده ج ١/ ٢١٥ - ٢١٦ والبخاري في صحيحه ٦٠/ ٨/ ٣٣٥٥ فتح الباري.

<<  <  ج: ص:  >  >>