للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة (١). وهكذا رواه مسلم من حديث حصين وأخرجاه من حديث الأعمش. زاد مسلم وشعبة ثلاثتهم عن جابر بن سالم بن جابر، وفي رواية الأعمش كنا أربع عشرة مائة … وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى [بن حماد] ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن شقيق العبدي أن جابر بن عبد الله قال: غزونا أو سافرنا مع رسول الله ونحن يومئذ بضع عشر ومائتان فحضرت الصلاة فقال رسول الله : هل في القوم من ماء؟ فجاءه رجل يسعى بإداوة فيها شئ من ماء، قال فصبه رسول الله في قدح، قال فتوضأ رسول الله فأحسن الوضوء ثم انصرف وترك القدح فركب الناس القدح تمسحوا وتمسحوا، فقال رسول الله : على رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك، قال: فوضع رسول الله كفه في الماء ثم قال رسول الله : بسم الله، ثم قال: اسبغوا الوضوء، قال جابر: فوالذي هو ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء يومئذ تخرج من بين أصابع رسول الله فما رفعها حتى توضأوا أجمعون (٢). وهذا إسناد جيد تفرد به أحمد … وظاهره كأنه قصة أخرى غير ما تقدم. وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله ونحن أربع عشرة مائة أو أكثر من ذلك وعليها خمسون رأسا لا يرويها فقعد رسول الله على شفا الركية فإما دعا وإما بصق فيها قال: فجاشت فسقينا واستقينا (٣). وفي صحيح البخاري من حديث الزهري، عن عروة، عن المسور ومروان بن الحكم في حديث صلح الحديبية الطويل فعدل عنهم رسول الله حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه تبرضا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكى إلى رسول الله العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه (٤) … وقد تقدم الحديث بتمامه في صلح الحديبية، فأغنى عن إعادته، وروى ابن إسحاق عن بعضهم أن الذي نزل بالسهم ناجية بن جندب سائق البدن، قال وقيل: البراء بن عازب. ثم رجح ابن إسحاق الأول.

[حديث آخر عن ابن عباس في ذلك]

قال الإمام أحمد: ثنا حسين الأشقر، ثنا أبو كدينة، عن عطاء عن أبي الضحى، عن ابن عباس: أصبح رسول الله ذات يوم وليس في العسكر ماء فأتاه رجل فقال: يا رسول الله ليس في العسكر ماء، قال: هل عندك شئ؟ قال: نعم، قال: فأتني، فأتاه بإناء فيه شئ من ماء


(١) أخرجه البخاري في علامات النبوة في الاسلام فتح الباري ٦/ ٥٨١.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ج ٢/ ١٦٩، ١٩٣، وأخرجه الدارمي في باب ما أكرم الله النبي صلى الله عليه وآله من تفجير الماء بين أصابعه من المقدمة ١/ ٢١.
(٣) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في الجهاد - باب غزوة ذي قرد ص (١٤٣٣).
(٤) تقدم الحديث في الجزء الرابع - ورواه ابن هشام في السيرة ٣/ ٢٦٧ والبيهقي في الدلائل ٤/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>