للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ أَبُو الْفَتْحِ الْقَوَّاسُ، سَمِعَ الْبَغَوِيَّ وَابْنَ أَبِي دَاوُدَ وَابْنَ صاعد وغيرهم، وعنه الخلال والعشاري والبغدادي والتنوخي وغيرهم، وكان ثقة ثبتاً، يُعَدُّ مِنَ الْأَبْدَالِ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كُنَّا نَتَبَرَّكُ به وهو صغير.

توفي لِثَلَاثٍ (١) بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخَرِ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ.

يُوسُفُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ النَّحْوِيِّ، وَهُوَ الَّذِي تَمَّمَ شَرْحَ أَبِيهِ لِكِتَابِ سِيبَوَيْهِ، وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى عِلْمٍ وَدِينٍ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْهَا عَنْ خَمْسٍ وخمسين سنة.

ثم دخلت سنة ست وثمانين وثلثمائة في محرمها كَشَفَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَنْ قَبْرٍ عَتِيقٍ فَإِذَا هم بميت طري عليه ثيابه وسيفه، فطنوه الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، فَأَخْرَجُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَدَفَنُوهُ وَاتَّخَذُوا عند قبره مسجداً، ووقف عَلَيْهِ أَوْقَافٌ كَثِيرَةٌ، وَجُعِلَ عِنْدَهُ خُدَّامٌ وَقُوَّامٌ وَفُرُشٌ وَتَنْوِيرٌ.

وَفِيهَا مَلَكَ الْحَاكِمُ الْعُبَيْدِيُّ بِلَادَ مصر بعد أبيه الْعَزِيزُ بْنُ الْمُعِزِّ الْفَاطِمِيُّ، وَكَانَ عُمُرُهُ إِذْ ذَاكَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَقَامَ بتدبير المملكة أَرْجُوَانُ الْخَادِمُ، وَأَمِينُ الدَّوْلَةِ الْحَسَنُ بْنُ عَمَّارٍ، فَلَمَّا تَمَكَّنَ الْحَاكِمُ قَتَلَهُمَا وَأَقَامَ غَيْرَهُمَا، ثُمَّ قَتَلَ خَلْقًا حَتَّى اسْتَقَامَ لَهُ الْأَمْرُ عَلَى ما سنذكره.

وحج بالناس الْأَمِيرُ الَّذِي مِنْ جِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَالْخُطْبَةُ لَهُمْ.

وفيها توفي من الأعيان ... أحمد بن إبراهيم ابن محمد بن يحيى بن سحنويه أبو حامد بن إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي النَّيْسَابُورِيُّ، سَمِعَ الْأَصَمَّ وَطَبَقَتَهُ وَكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ مِنْ صِغَرِهِ إِلَى كِبَرِهِ، وَصَامَ فِي عُمُرِهِ سَرْدًا تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقَالَ الْحَاكِمُ: وَعِنْدِي أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تُكتب عَلَيْهِ خطيئة، توفي في شعبان منها عَنْ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ

صَاحِبُ قُوتِ الْقُلُوبِ، مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ الْوَاعِظُ الْمُذَكِّرُ، الزَّاهِدُ


(١) في صفوة الصفوة ٢ / ٤٧١: يوم الجمعة لسبع بقين، وفي الكامل ذكره: ابن عمر بن مسروق وأنه توفي في ربيع الأول وله خمس وخمسون سنة (*) .

<<  <  ج: ص:  >  >>