للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا المنافق؟ فقال " معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرؤن القرآن لا يتجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية " (١) ورواه مسلم عن محمد بن رمح عن الليث. وقال أحمد: ثنا أبو عامر، ثنا قرة، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: بينما رسول الله يقسم مغانم حنين إذ قام إليه رجل فقال اعدل، فقال " لقد شقيت إذ لم أعدل " (٢) ورواه البخاري عن مسلم بن إبراهيم عن قرة بن خالد السدوسي به. وفي الصحيحين من حديث الزهري، عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: بينما نحن عند رسول الله وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل، فقال رسول الله " ويلك ومن يعدل إن لم أعدل لقد خبت وخسرت، إذ لم أعدل فمن يعدل؟ " فقال عمر ابن الخطاب: يا رسول الله إيذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال رسول الله " دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در ويخرجون على حين فرقة من الناس " قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، وأمر بذلك الرجل فألتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله الذي نعت (٣). ورواه مسلم أيضا من حديث القاسم بن الفضل عن أبي نضرة عن أبي سعيد به نحوه.

[مجئ أخت رسول الله من الرضاعة عليه بالجعرانة]

قال ابن إسحاق: وحدثني بعض بني سعد بن بكر: أن رسول الله قال يوم هوازن " إن قدرتم على نجاد (٤) - رجل من بني سعد بن بكر - فلا يفلتنكم " وكان قد أحدث حدثا، فلما


(١) رواه مسلم في كتاب الزكاة " (٤٧) باب ذكر الخوارج الحديث (١٤٢) ونقله البيهقي في الدلائل ج ٥/ ١٨٥ - ١٨٦.
(٢) مسند الإمام أحمد ج ٣/ ٣٣٢.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٢٥) باب علامات النبوة في الاسلام. وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة (٤٧) باب ذكر الخوارج (الحديث ١٤٨).
في الحديث: الرصاف: مدخل النصل من السهم. والنفي: السهم بلا نصل ولا ريش.
والقذذ: ريش السهم. وتدردر: تضطرب وتتحرك وتذهب وتجئ.
(٤) في ابن هشام والواقدي بجاد، وكان قد أتاه رجل مسلم، فأخذه بجاد فقطعه عضوا عضوا ثم حرقه بالنار. فكان قد عرف جرمه فهرب، فأخذته الخيل، ثم ضموه إلى الشيماء: وبعد رحيل الشيماء إلى قومها عادت وكلمته أن يهبها بجاد ويعفو عنه ففعل. مغازي الواقدي: ٣ - ٩١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>