للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَمَا قَالَ (١) * وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ.

حَدِيثٌ آخَرُ فِي تَكْثِيرِ الطَّعام فِي السَّفر قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حدَّثنا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو، أنَّا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ

أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَأَرْمَلَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ وَاحْتَاجُوا إِلَى الطَّعام، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فِي نَحْرِ الْإِبِلِ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِبِلُهُمْ تَحْمِلُهُمْ وَتُبَلِّغُهُمْ عَدُوَّهُمْ ينحرونها؟ ادْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِغُبَّرَاتِ الزَّاد فَادْعُ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: أَجَلْ، فَدَعَا بِغُبَّرَاتِ الزَّاد فَجَاءَ النَّاس بِمَا بَقِيَ مَعَهُمْ، فَجَمَعَهُ ثمَّ دَعَا اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ فِيهِ بِالْبَرَكَةِ وَدَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَلْأَهَا وَفَضَلَ فَضْلٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم عِنْدَ ذَلِكَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ بِهِمَا غَيْرَ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ (٢) .

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزُّهريّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبيه سُهَيْلٍ بِهِ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ.

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - شكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاس مَجَاعَةٌ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا فَأَكَلْنَا وادَّهنا؟ فَقَالَ: افْعَلُوا فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ فَعَلُوا قلَّ الظَّهر، وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ثمَّ ادْعُ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ لعلَّ الله أن يجعل في ذلك البركة، فأمر رسول الله بنطع فبسط ودعا أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجئ بِكَفِّ التَّمر وَالْآخِرُ بِالْكِسْرَةِ حتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النطع شئ من ذلك يسير، فدعا عليهم بِالْبَرَكَةِ ثمَّ قَالَ: خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ، فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وعاء إلا ملأه، وَأَكَلُوا حتَّى شَبِعُوا وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهَا عَبْدٌ غَيْرُ شَاكٍّ فتحتجب عنه الجنَّة (٣) .

وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ وَأَبِي كُرَيْبٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سعيد وأبي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

حَدِيثٌ آخَرُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ - أنَّا الأوزاعيّ، أنا


(١) أخرجه البخاري في الهبة فتح الباري ٥ / ٢٣٠ ومسلم في الاشربة ص ١٦٢٦ عن عبيد الله بن معاذ.
والامام أحمد في المسند ١ / ١٩٧ - ١٩٨.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٤٢١ ومسلم في الاعيان ص ١ / ٥٥ - ٥٦.
(٣) الحديث في صحيح مسلم في الايمان حديث ٤٥ ص ١ / ٥٦.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>