للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوقية، وذكروا أن بلادهم مجدبة فدعا لهم. فقال: " اللهم أسقهم الغيث " فلما رجعوا إلى بلادهم، وجدوها قد مطرت ذلك اليوم الذي دعا لهم فيه رسول الله .

[وفد بني ثعلبة]

قال الواقدي: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني ثعلبة عن أبيه. قال: لما قدم رسول الله من الجعرانة سنة ثمان، قدمنا عليه أربعة نفر، فقلنا: نحن رسل من خلفنا من قومنا، وهم يقرون بالاسلام، فأمر لنا بضيافة، وأقمنا أياما ثم جئناه لنودعه فقال لبلال: أجزهم كما تجيز للوفد، فجاء ببقر (١) من فضة، فأعطى كل رجل منا خمس أواق، وقال: ليس عندنا دراهم، وانصرفنا إلى بلادنا.

[وفد بني محارب]

قال الواقدي: حدثني محمد بن صالح عن أبي وجزة السعدي. قال: قدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع، وهم عشرة نفر فيهم: سواء بن الحارث، وابنه خزيمة بن سواء، فأنزلوا دار رملة بنت الحارث، وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء، فأسلموا وقالوا: نحن على من وراءنا، ولم يكن أحد في تلك المواسم أفظ ولا أغلظ على رسول الله منهم، وكان في الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله فقال: الحمد الله الذي أبقاني حتى صدقت بك. فقال رسول الله : " إن هذه القلوب بيد الله ﷿ " ومسح رسول الله وجه خزيمة بن سواء فصارت غرة بيضاء، وأجازهم كما يجيز الوفد، وانصرفوا إلى بلادهم (٢).

[وفد بني كلاب]

ذكر الواقدي: أنهم قدموا سنة تسع وهم ثلاثة عشر رجلا، منهم: لبيد بن ربيعة الشاعر، وجبار بن سلمى، وكان بينه وبين كعب بن مالك خلة، فرحب به وأكرمه وأهدى إليه، وجاؤوا معه إلى رسول الله فسلموا عليه بسلام الاسلام، وذكروا له أن الضحاك بن سفيان الكلابي سار فيهم بكتاب الله وسنة رسوله التي أمره الله بها ودعاهم إلى الله فاستجابوا له وأخذ صدقاتهم من أغنيائهم فصرفها على فقرائهم.

وفد بني رؤاس بن (٣) كلاب

ثم ذكر الواقدي: أن رجلا يقال له عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن


(١) في ابن سعد عن الواقدي: بنقر. وبقر: قدر كبيرة واسعة، من التبقر أي التوسع أو سماها بذلك لأنها تسع بقرة بتمامها (عن النهاية).
(٢) في ابن سعد ١/ ٢٩٩ عن الواقدي: إلى أهلهم.
(٣) من طبقات ابن سعد وفي الأصل: من.

<<  <  ج: ص:  >  >>