ومن نكد الدينا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى * عَدُوًّا لَهُ مَا من صداقته بد (٢) وله: وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا * تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجسام وله: ومن صحب الدنيا طويلاً تقلبت * على عينيه يرى صدقها كدبا وله: خُذْ مَا تَرَاهُ وَدَعْ شَيْئًا سَمِعْتَ بِهِ * فِي طَلْعَةِ الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ وله في مدح بعض الملوك: تمضي الكواكب وَالْأَبْصَارُ شَاخِصَةٌ * مِنْهَا إِلَى الْمَلِكِ الْمَيْمُونِ طَائِرُهُ قد حزن فِي بِشْرٍ فِي تَاجِهِ قَمَرُ * فِي دِرْعِهِ أَسَدٌ تَدْمَى أَظَافِرُهُ حُلْوٍ خَلَائِقُهُ شُوسٍ حَقَائِقُهُ * يُحْصَى الْحَصَى قَبْلَ أَنْ تُحْصَى مَآثِرُهُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ: يَا مَنْ أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ * وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أُحَاذِرُهُ لَا يَجْبُرُ النَّاسُ عَظْمًا أَنْتَ كَاسَرُهُ * وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِرُهُ وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ شيخ الإسلام أَحْمَدَ بْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ يكر على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه وتعالى.
وَأَخْبَرَنِي الْعَلَّامَةُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الله أنه سمع الشيخ تقي الدين المذكور يَقُولُ: رُبَّمَا قُلْتُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فِي السُّجُودِ أدعو لله بما تضمناه من الذلّ والخضوع.
ومما أورده ابن عساكر للمتنبي في ترجمته قوله: أبعين مفتقر إليك رأيتني (٣) * فأهنتني وقذفتني من حالقي * (هامش * (١) في النجوم الزاهرة ٣ / ٣٤١: فاضل.
(٢) يرى سيبويه ان هذا المعنى لا يستقيم من حيث المنطق، فالصداقة والعداوة ضدان لا يجتمعان فكان يرى أن المعنى لا يصح إلا إذا جاءت صياغته: ... * عدواً له ما من مداجاته بد