للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثوى في قريش بضع عشرة حجة … يذكر لو يلقى صديقا مواتيا

ويعرض في أهل المواسم نفسه … فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا

فلما أتانا واطمأنت به النوى (١) … وأصبح مسرورا بطيبة راضيا

وألفى صديقا واطمأنت به النوى … وكان له عونا من الله باديا

يقص لنا ما قال نوح لقومه … وما قال موسى إذ أجاب المناديا

فأصبح لا يخشى من الناس واحدا … قريبا ولا يخشى من الناس نائيا

بذلنا له الأموال من جل مالنا … وأنفسنا عند الوغى والتآسيا (٢)

نعادي الذي عادى من الناس كلهم … جميعا ولو كان الحبيب المواسيا

ونعلم أن الله لا شئ غيره … وإن كتاب الله أصبح هاديا (٣)

أقول إذا صليت في كل بيعة … حنانيك لا تظهر علينا الأعاديا (٤)

أقول إذا جاوزت أرضا مخيفة … تباركت اسم الله أنت المواليا

فطأ معرضا إن الحتوف كثيرة … وانك لا تبقي لنفسك باقيا (٥)

فوالله ما يدري الفتى كيف سعيه … إذا هو لم يجعل له الله واقيا

ولا تحفل النخل المعيمة ربها … إذا أصبحت ريا وأصبح ثاويا (٦)

ذكرها ابن إسحاق وغيره، ورواها عبد الله بن الزبير الحميدي وغيره عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عجوز من الأنصار قالت: رأيت عبد الله بن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يروي هذه الأبيات. رواه البيهقي.

[فصل]

وقد شرفت المدينة أيضا بهجرته إليها وصارت كهفا لأولياء الله وعباده


(١) في ابن هشام: فلما أتانا أظهر الله دينه.
(٢) في ابن هشام: من حل، وتروى من جل بالجيم ومعناه: العظيم الكبير من الإبل، أو معظم كل شئ.
(٣) في ابن هشام: ونعلم أن الله أفضل هاديا.
(٤) في ابن هشام: ورد البيت والذي بعده:
أقول إذا أدعوك في كل بيعة … تباركت قد أكثرت لاسمك داعيا
أقول إذا جاوزت أرضا مخوفة … حنانيك لا تظهر علي الأعاديا
(٥) قال ابن هشام: هذا البيت والذي يليه لأفنون التغلبي، وهو صريم بن معشر في أبيات له وبعدهما:
كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة … واترك في جنب الالهة ثاويا
قالهما لما أحس بالموت، بعد أن بركت ناقته على حية فنهشته الحية فمات.
(٦) في الأصل المقيمة، والتصويب من ابن هشام وشرح السيرة لأبي ذر. والمعيمة: العاطشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>