للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخالف في ذاك أهل الهوى * وَأَهْلَ الْفُسُوقِ وَعُدْوَانِهِ وَأَرْجُو بِهِ الْفَوْزَ فِي منزل * معد مهيأ لسكانه ولن يجمع الله أهل الجحو * د ومن أقر بنيرانه فَهَذَا يُنَجِّيهِ إِيمَانُهُ * وَهَذَا يَبُوءُ بِخُسْرَانِهِ وَهَذَا ينعم في جنة * وذاك قرين لشيطانه

ومن شعره أيضاً: قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الْحَدِيثَ وَأَضْحَى * عَائِبًا أَهْلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ أَبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذَا أَبِنْ لِي * أَمْ بِجَهْلٍ فَالْجَهْلُ خُلْقُ السَّفِيهِ أَيُعَابُ الَّذِينَ هم حفظوا الد * ين من الترهات والتمويه وإلى قولهم ما قد رووه * راجع كل عالم وفقيه كان سبب موته أنه افتصد فورمت يده، وعلى ما ذكر أن ريشة الفاصد كانت مَسْمُومَةً لِغَيْرِهِ فَغَلِطَ فَفَصَدَهُ بِهَا، فَكَانَتْ فِيهَا منيته، فحمل إلى المارستان فمات به، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ جَامِعِ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الستين رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وأربعين وأربعمائة فِيهَا فَتَحَ السُّلْطَانُ طُغْرُلْبَكُ أَصْبَهَانَ (١) بَعْدَ حِصَارِ سَنَةٍ، فَنَقَلَ إِلَيْهَا حَوَاصِلَهُ مِنَ الرَّيِّ وَجَعَلَهَا دَارَ إِقَامَتِهِ، وَخَرَّبَ قِطْعَةً مِنْ سُورِهَا، وَقَالَ: إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى السُّورِ مَنْ تَضْعُفُ قُوَّتُهُ، وإنما حصنني عَسَاكِرِي وَسَيْفِي، وَقَدْ كَانَ فِيهَا أَبُو مَنْصُورٍ قرامز بن علاء الدولة أبي جعفر بن كالويه (٢) ، فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا وَأَقْطَعَهُ بَعْضَ بِلَادِهَا.

وَفِيهَا سَارَ الْمَلِكُ الرَّحِيمُ إِلَى الْأَهْوَازِ وَأَطَاعَهُ عَسْكَرُ فَارِسَ.

وفيها استولت الخوارج على عمان وأخربوا دار الإمارة، وَأَسَرُوا أَبَا الْمُظَفَّرِ بْنَ أَبِي كَالِيجَارَ.

وَفِيهَا دَخَلَتِ الْعَرَبُ بِإِذْنِ الْمُسْتَنْصِرِ الْفَاطِمِيِّ بِلَادَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُعِزِّ بْنِ بَادِيسَ حُرُوبٌ طَوِيلَةٌ، وَعَاثُوا فِي الْأَرْضِ فَسَادًا عِدَّةَ سِنِينَ.

وَفِيهَا اصْطَلَحَ الرَّوَافِضُ وَالسُّنَّةُ بِبَغْدَادَ، وَذَهَبُوا كُلُّهُمْ لِزِيَارَةِ مَشْهَدِ عَلَيٍّ وَمَشْهَدِ الْحُسَيْنِ، وَتَرَضَّوْا فِي الكرخ على الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ، وَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِمْ، وَهَذَا عَجِيبٌ جِدًّا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ التَّقِيَّةِ، وَرَخُصَتِ الْأَسْعَارُ بِبَغْدَادَ جَدًّا.

وَلَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ مِنْ أهل العراق.

وممن توفي فيها من الأعيان ...


(١) في مختصر أخبار البشر ٢ / ١٧٠: أصفهان.
(٢) تقدم شرحه وهو كاكويه (الكامل - مختصر أخبار البشر - العبر - ابن الوردي) .
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>