للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديار من بني الحسحاس قفر … تعفيها الروامس والسماء

وكانت لا يزال بها أنيس … خلال مروجها نعم وشاء

فدع هذا ولكن من لطيف … يؤرقني إذا ذهب العشاء

لشعثاء التي قد تيمته … فليس لقلبه منها شفاء (١)

كأن خبيئة من بيت رأس … يكون مزاجها عسل وماء (٢)

إذا ما الأشربات ذكرن يوما … فهن لطيب الراح الفداء

نوليها الملامة إن ألمنا … إذا ما كان مغت أو لخاء (٣)

ونشر بها فتتركنا ملوكا … وأسدا ما ينهنها اللقاء

عدمنا خيلنا إن لم تروها … تشير النقع موعدها كداء

ينازعن الأعنة مصغيات … على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات … يلطمهن بالخمر النساء

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا … وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لجلاد يوم … يعز (٤) الله فيه من يشاء

وجبريل رسول الله فينا … وروح القدس ليس له كفاء

وقال الله قد أرسلت عبدا … يقول الحق إن نفع البلاء

شهدت به فقوموا (٥) صدقوه … فقلتم لا نقوم ولا نشاء

وقال الله قد سيرت جندا … هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد … سباب أو قتال أو هجاء

فنحكم بالقوافي من هجانا … ونضرب حين تختلط الدماء

ألا أبلغ أبا سفيان عني … مغلغلة فقد برح الخفاء

بأن سيوفنا تركتك عبدا … وعبد الدار سادتها الإماء (٦)

هجوت محمدا فأجبت عنه … وعند الله في ذاك الجزاء


(١) شعثاء هي بنت سلام بن مشكم اليهودي كما في السهيلي، وقيل هي امرأة من خزاعة قاله ابن الأعرابي.
(٢) بيت رأس: موضع بالأرض مشهور بالخمر الجيدة، وبعده في ديوانه:
على أنيابها أو طعم غض … من التفاح هصره اجتناء
(٣) المنا: فعلنا ما نستحق عليه اللوم. والمغت: الضرب باليد، اللحاء: السباب.
(٤) وفي رواية: بعين الله.
(٥) في الديوان: وقومي.
(٦) البيت في الديوان وروايته فيه:
ألا أبلغ أبا سفيان عني … فأنت مجوف نخب هواء

<<  <  ج: ص:  >  >>