للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي اختلاف الليل والنهار … تبصرة لكل ذي اعتبار

والملك الجبار في بلاده … يورثه من شاء من عباده

وكل مخلوق فللفناء … وكل ملك فإلى انتهاء

ولا يدوم غير ملك الباري … سبحانه من ملك قهار

منفرد بالعز والبقاء … وما سواه فإلى انقضاء

أول من بويع بالخلافة … بعد النبي ابن أبي قحافة

أعني الإمام الهادي الصديقا … ثم ارتضى من بعده الفاروقا

ففتح البلاد والامصارا … واستأصلت سيوفه الكفارا

وقام بالعدل قياما يرضي … بذاك جبار السما والأرض

ورضي الناس بذي النورين … ثم علي والد السبطين

ثم أتت كتائب مع الحسن … كادوا بأن يجددوا بها الفتن

فأصلح الله على يديه … كما عزا نبينا إليه (١)

وجمع الناس على معاوية … ونقل القصة كل راويه

فمهد الملك كما يريد … وقام فيه بعده يزيد

ثم ابنه وكان برا راشدا … أعني أبا ليلى وكان زاهدا

فترك الامرة لا عن غلبه … ولم يكن إليها منه طلبه

وابن الزبير بالحجاز يدأب … في طلب الملك وفيه ينصب

وبالشام بايعوا مروانا … بحكم من يقول كن فكانا

ولم يدم في الملك غير عام … وعافصته أسهم الحمام

واستوثق الملك لعبد الملك … ونار نجم سعده في الفلك

وكل من نازعه في الملك … خر صريعا بسيوف الهلك

وقتل المصعب (٢) بالعراق … وسير الحجاج ذا الشقاق

إلى الحجاز بسيوف النقم … وابن الزبير لائذ بالحرم

فجار بعد قتله بصلبه … ولم يخف في أمره من ربه

وعندما صفت له الأمور … تقلبت بجسمه الدهور

ثم أتى من بعده الوليد … ثم سليمان الفتى الرشيد


(١) إشارة إلى الحديث الشريف قال فيه: ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. لفظ البخاري. في كتاب الصلح بين الناس، وأعاده في باب علامات النبوة في الاسلام - كتاب المناقب وأخرجه محمد في مسنده ٥/ ٤٩.
(٢) يعني مصعب بن الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>