للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أحمد بن الأزهر عن أبي النضر عن أبي عقيل، عن عمر بن حمزة، عن سالم عن أبيه (١). وقال البخاري: ثنا محمد - هو ابن سلام - ثنا أبو ضمرة، ثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يذكر: أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله قائم يخطب، فاستقبل رسول الله قائما فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وتقطعت السبل، فادع الله لنا يغيثنا، قال: فرفع رسول الله يديه فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، [اللهم اسقنا] قال أنس: ولا [والله] ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال: والله ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله قائم يخطب، فاستقبله قائما، وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، ادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم على الآكام والجبال [والظراب] ومنابت الشجر. قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألت أنسا أهو الرجل الذي سأل أولا؟ قال: لا أدري (٢) وهكذا رواه البخاري أيضا ومسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن شريك به. وقال البخاري: ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن قتادة عن أنس قال: بينما رسول الله يخطب يوم جمعة إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله قحط المطر، فادع الله أن يسقينا، فدعا فمطرنا فما كدنا أن نصل إلى منازلنا، فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة، قال: فقام ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا، فقال رسول الله : اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينا وشمالا يمطرون ولا يمطر [أهل] المدينة (٣)، تفرد به البخاري من هذا الوجه. وقال البخاري: ثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: هلكت المواشي وتقطعت السبل، فادع الله، فدعا فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء فقال: تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي [فادع الله أن يمسكها] فقال: اللهم، على الآكام والظراب والأودية ومنابت


(١) رواه البخاري في فتح الباري ٢/ ٤٩٢ وابن ماجة في سننه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها حديث ١٢٧٢.
- يجيش: أي يتدفق الماء، من جاش البحر إذا علا، والعين إذا فاضت، والوادي إذا جرى.
(٢) فتح الباري ٢/ ٥٠١. حديث ١٠١٣، وما بين معكوفين من الفتح.
- قزعة: بفتح الزاي والقاف: سحاب متفرق. قال ابن سيدة: القزع قطع من السحاب رقاق. زاد أبو عبيد: وأكثر ما يجئ في الخريف.
- سلع: جبل معروف بالمدينة.
- الظراب: جمع ظرب. قال القزاز: الجبل المنبسط ليس بالعالي، وقال الجوهري: الرابية الصغيرة.
(٣) فتح الباري ٢/ ٥٠٨ حديث ١٠١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>