للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأبواء. وقال حنبل بن هلال عن إسحاق بن العلاء عن عبد الله بن جعفر الرقي عن مطرف بن مازن اليماني عن معمر عن الزهري قال: أول آية نزلت في القتال: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) الآية بعد مقدم رسول الله المدينة، فكان أول مشهد شهده رسول الله يوم بدر يوم الجمعة لسبع عشرة من رمضان، إلى أن قال ثم غزا بني النضير، ثم غزا أحدا في شوال - يعني من سنة ثلاث - ثم قاتل يوم الخندق في شوال سنة أربع (١)، ثم قاتل بني لحيان في شعبان سنة خمس (٢)، ثم قاتل يوم خيبر سنة ست (٣)، ثم قاتل يوم الفتح في شعبان (٤) سنة ثمان، وكانت حنين في رمضان (٥) سنة ثمان. وغزا رسول الله إحدى عشرة غزوة لم يقاتل فيها، فكانت أول غزوة غزا رسول الله الأبواء. ثم العشيرة، ثم غزوة غطفان، ثم غزوة بني سليم، ثم غزوة الأبواء (٦) ثم غزوة بدر الأولى، ثم غزوة الطائف، ثم غزوة الحديبية، ثم غزوة الصفراء، ثم غزوة تبوك آخر غزوة. ثم ذكر البعوث، هكذا كتبته من تاريخ الحافظ ابن عساكر وهو غريب جدا، والصواب ما سنذكره فيما بعد إن شاء الله مرتبا. وهذا الفن مما ينبغي الاعتناء به والاعتبار بأمره والتهيؤ له كما رواه محمد بن عمر الواقدي عن عبد الله بن عمر بن علي عن أبيه سمعت علي بن الحسين يقول: كنا نعلم مغازي النبي كما نعلم السورة من القرآن. قال الواقدي: وسمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت عمي الزهري يقول: في علم المغازي علم الآخرة والدنيا وقال محمد بن إسحاق (رح) في المغازي بعد ذكره ما تقدم مما سقناه عنه من تعيين رؤس الكفر من اليهود والمنافقين لعنهم الله أجمعين وجمعهم في أسفل سافلين. ثم إن رسول الله تهيأ لحربه وقام فيما أمره الله به من جهاد عدوه وقتال من أمره به ممن يليه من المشركين، قال: وقد قدم رسول الله المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، ورسول الله يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة، وذلك بعد أن بعثه الله بثلاث عشرة سنة فأقام بقية شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر وجمادين ورجبا وشعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة وذا الحجة وولى تلك الحجة المشركون. والمحرم، ثم خرج رسول الله غازيا في صفر على رأس اثني عشر (٧) شهرا من مقدمه المدينة. قال ابن


(١) في مغازي الواقدي: في ذي القعدة سنة خمس.
(٢) في الواقدي: في ربيع الأول سنة ست.
(٣) في الواقدي: في جمادي الأولى سنة سبع.
(٤) في الواقدي: لثلاث عشرة مضت من رمضان.
(٥) في الواقدي: في شوال.
(٦) كذا في الأصل: كرر غزوة الأبواء مرتين، وفي ابن هشام: الأبواء، بواط، العشيرة .. الخ.
(٧) في الواقدي: أحد عشر شهرا، وفي كامل ابن الأثير أنه عقد لسعد بن أبي وقاص وسيره إلى الأبواء في ذي القعدة من السنة الأولى لمقدمه المدينة. وقال الطبري في تاريخه: غزا رسول الله في قول جميع أهل السير فيها؟ - أي في السنة الثانية - في ربيع الأول بنفسه غزوة الأبواء. وقال الواقدي: غاب خمس عشرة ليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>