للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. وقد روى ابن ماجة هذا الحديث: عن أبي عبيد محمد بن عبيد بن ميمون عن محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق كما تقدم (١). ثم قال: قال أبو عبيد: وأخبرني أبو بكر الحكمي أن عبد الله بن زيد الأنصاري قال في ذلك:

الحمد لله ذي الجلال وذي الا … كرام حمدا على الاذان كبيرا

إذ أتاني به البشير من الله … فأكرم به لدي بشيرا

في ليال والى بهن ثلاث … كلما جاء زادني توقيرا

قلت: وهذا الشعر غريب وهو يقتضي أنه رأى ذلك ثلاث ليال حتى أخبر به رسول الله

فالله أعلم. ورواه الإمام أحمد من حديث محمد بن إسحاق قال: وذكر الزهري عن سعيد بن

المسيب عن عبد الله بن زيد به نحو رواية ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي ولم يذكر الشعر وقال ابن ماجة: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، ثنا أبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله استشار الناس لما يهمهم من الصلاة، فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى. فأري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول الله ليلا فأمر رسول الله بلالا فأذن به. قال الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الغداة، الصلاة خير من النوم مرتين، فأقرها رسول الله فقال عمر: يا رسول الله رأيت مثل الذي رأى ولكنه سبقني، وسيأتي تحرير هذا الفصل في باب الاذان من كتاب الأحكام الكبير إن شاء الله تعالى وبه الثقة. فأما الحديث الذي أورده السهيلي بسنده من طريق البزار: حدثنا محمد بن عثمان بن مخلد ثنا أبي، عن زياد بن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب فذكر حديث الاسراء وفيه: فخرج ملك من وراء الحجاب فأذن بهذا الاذان وكلما قال كلمة صدقه الله تعالى، ثم أخذ الملك بيد محمد فقدمه فأم بأهل السماء وفيهم آدم ونوح. ثم قال السهيلي وأخلق بهذا الحديث أن يكون صحيحا لما يعضده ويشاكله من حديث الاسراء. فهذا الحديث ليس كما زعم السهيلي أنه صحيح بل هو منكر تفرد به زياد بن المنذر أبو الجارود الذي تنسب إليه الفرقة الجارودية (٢) وهو من المتهمين. ثم لو كان هذا قد سمعه


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ح ٤٩٩ وابن ماجة ح ٧٠٨ والإمام أحمد في مسنده ٤/ ٤٣ والبيهقي في دلائل النبوة ٧/ ١٧ - ١٨ والسنن الكبرى ١/ ٣٩٠ وابن إسحاق دون ذكر حديث الإقامة في السيرة ٢/ ١٥٤.
(٢) قال الأسفرايني في الفرق بين الفرق: ص ٢٢: الجارودية فرقة من الفرق الزيدية من اتباع المنذر بن عمرو المعروف بأبي الجارود كفروا الصحابة لتركهم بيعة علي، وقالوا ان النبي نص على إمامة علي بالنص دون الاسم. وافترقت الجارودية في الإمام المنتظر فرقا: فمنهم من لم يعين واحدا بالانتظار ومنهم من ينتظر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ومنهم من ينتظر محمد بن القاسم صاحب الطالقان ومنهم من ينتظر محمد بن عمر الذي خرج بالكوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>