للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعال (١) (واهجرني مليا) أي واقطعني وأطل هجراني. فعندها قال له إبراهيم (سلام عليك) أي لا يصلك مني مكروه ولا ينالك مني أذى بل أنت سالم من ناحيتي وزاده خيرا فقال (سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) … قال ابن عباس وغيره أي لطيفا يعني في أن هداني لعبادته والاخلاص له ولهذا قال (واعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا) (٢). وقد استغفر له إبراهيم كما وعده في أدعيته. فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه كما قال تعالى (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) (٣)

وقال البخاري: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثني أخي عبد الحميد، عن أبن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي قال: " يلقي إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصني فيقول له أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون وأي خزي أخزى من أبي الأبعد فيقول الله إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذبح متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقي في النار " (٤) هكذا رواه في قصة إبراهيم منفردا.

وقال في التفسير وقال إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي ذؤيب (٥) عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة … وهكذا رواه النسائي عن أحمد بن حفص بن عبد الله عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان به. وقد رواه البزار من حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي بنحوه. وفي سياقه غرابة. ورواه أيضا من حديث قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد عن النبي بنحوه. وقال تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة اني أراك وقومك في ضلال مبين) [الانعام: ٧٤] هذا يدل على أن اسم أبى إبراهيم آزر وجمهور أهل النسب منهم ابن عباس على أن اسم أبيه تارح وأهل الكتاب يقولون تارخ بالخاء المعجمة فقيل إنه لقب بصنم كان يعبده اسمه آزر *

وقال ابن جرير والصواب أن اسمه آزر ولعل له اسمان علمان أو أحدهما لقب والآخر


(١) قال الحسن: يعنى بالحجارة وقال الضحاك: بالقول أي لأشتمنك; وقال ابن عباس: لأضربنك; وقيل
لأظهرن أمرك/ القرطبي ١١/ ١١١; وقال الرازي في الرجم قولان: الرجم باللسان - والرجم باليد.
(٢) في القرطبي: أراد بهذا الدعاء أن يهب الله تعالى له أهلا وولدا يتقوى بهم حتى لا يستوحش بالاعتزال عن قومه;
(ومفارقته إياهم). وقال في تفسير الرازي: في الرجم.
(٣) سورة التوبة الآية ١١٤.
(٤) فتح الباري ٦٠/ ٨/ ٣٣٥٠ ورواه ابن عساكر في ٢/ ١٣٧ التهذيب.
(٥) كذا في الأصول وهو تحريف وفي البخاري ابن أبي ذئب; وقد تقدم قبل قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>