للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته (١) ويقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بواد وحولي اذخر وجليل (٢)

وهل أردن يوما مياه مجنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل (٣)

قالت عائشة: فجئت رسول الله فأخبرته فقال: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة (٤). ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن هشام مختصرا. وفي رواية البخاري (٥) له عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره وزاد بعد شعر بلال ثم يقول: اللهم العن عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا [من أرضنا] (٦) إلى أرض الوباء (٧). فقال رسول الله : " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعها وفي مدها (٨) وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة " قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، وكان بطحان يجري نجلا (٩) - يعني ماء آجنا - وقال زياد عن محمد بن إسحاق حدثني هشام بن عروة وعمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير [عن عروة بن الزبير] (١٠) عن عائشة قالت: لما قدم رسول الله المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم، وصرف الله ذلك عن نبيه، قالت: فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال موليا أبي بكر في بيت واحد، فأصابتهم الحمى، فدخلت عليهم أعودهم (١١) وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك فدنوت من أبي بكر فقلت [له] كيف تجدك يا أبه؟ فقال (١٢):

كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله


(١) رفع الصوت بكاء أو غناء.
(٢) هو نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت.
(٣) مجنة: على بريد من مكة.
شامة وطفيل: جبلان بقرب مكة.
(٤) الجحفة: ميقات أهل مصر والشام والمغرب.
(٥) صحيح البخاري ج ٣/ ٥٥ ح ٤٦١.
(٦) من البخاري، سقطت من الأصل.
(٧) الوباء: المرض العام الذي أصاب المدينة.
(٨) في البخاري: في صاعنا وفي مدنا.
(٩) نجلا: أي نزا وهو الماء القليل كما في النهاية لابن الأثير.
(١٠) ما بين معكوفين من ابن هشام ج ٢/ ٢٣٨.
(١١) من ابن هشام، وفي الأصل: أدعوهم وهو تحريف.
(١٢) الأبيات لعمرو بن مامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>