للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ بِهِ * قُلْتُ: وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ الْأَحَادِيثِ وَفِيهِ نَكَارَةٌ.

وَمَجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ يتكلَّمون فِيهِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ * وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي باب خراج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن كِتَابِهِ الشَّمَائِلِ: ثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا مصعب بن القدام، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَتَتْ عَجُوزٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أدع لي أن يدخلني الله الجنَّة، قال: يا أم فلان إنَّ الجنَّة لا يدخلها عجوز، فولَّت الْعَجُوزُ تَبْكِي، فَقَالَ أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تدخلها وهي عجوز فإنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ * (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أبكارا) * [الْوَاقِعَةِ: ٣٥] وَهَذَا مُرْسَلٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ * وَقَالَ الترمذي: ثنا عباس ابن مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا.

تُدَاعِبُنَا - يَعْنِي تُمَازِحُنَا - وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ فِي بَابِ الْبِرِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ ثم قال: وهذا حديث مرسل حسن *

باب زهده عليه السلام وإعراضه عن هذه الدَّار

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: * (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) * [طه: ١٣١] وَقَالَ تَعَالَى: * (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ

بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا تطع من أغفلنا قبله عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) * [الكهف: ٢٨] وقال تعالى: * (فَأَعْرِضْ عمن تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) * [النجم: ٢٩] وقال: * (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) * وَالْآيَاتُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ.

وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ، فَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حدَّثني أَبُو الْعَبَّاسِ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أنَّا بَقِيَّةُ (١) عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الْزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عبَّاس يحدِّث أنَّ الله أرسل إلى نبيه مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ الْمَلَكُ لرسوله: " إنَّ اللَّهَ يخيِّرك بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَلَكًا نَبِيًّا " فَالْتَفَتَ رسول الله إِلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ إِلَى رسول الله: أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: بَلْ أَكُونُ عَبْدًا نَبِيًّا، قَالَ، فَمَا أَكَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ طَعَامًا مُتَّكِئًا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ (٢) * وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، وأخرجه النَّسائي عن عمرو بن


(١) بقية: وهو بقية بن الوليد.
الزبيدي: وهو محمد بن الوليد بن عامر الحافظ الامام الحجة القاضي أبو الهذيل الزبيدي قاضي حمص ولد في خلافة عبد الملك.
(٢) رواه البخاري في التاريخ الكبير (١ / ١ / ١٢٤) وابن أبي حاتم، وأحمد في مسنده عن أبي هريرة ٢ / ٢٣١.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>