للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَاهَانَ مِنْهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ (١) وَخَرَجُوا بِهِ مَعَهُمْ فَاسْتَنْدَبُوهُ لِهَذَا الْأَمْرِ، فَكَانُوا لَا يُوَجِّهُونَهُ إِلَى مَكَانٍ إِلَّا ذَهَبَ وَنَتَجَ مَا يُوَجِّهُونَهُ إِلَيْهِ، ثم كان من أمره ما سنذكره إن شاء الله تعالى فيما بعد.

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ دُعَاةُ بَنِي الْعَبَّاسِ، فَقَامَ مَقَامَهُ وَلَدُهُ أَبُو العبَّاس السَّفاح، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ إِنَّمَا تُوُفِّيَ فِي الَّتِي بَعْدَهَا.

قَالَ الواقدي وأبو معشر: وحج بِالنَّاسِ فِيهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ عبد الملك، ومعه امرأته أم مسلم (٢) بن هشام بن عبد الملك، وقيل إنما حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قاله الواقدي، والأول ذكره

ابن جرير والله أعلم.

وكان نائب الحجاز مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ يَقِفُ عَلَى باب أم مسلم (٢) وَيَهْدِي إِلَيْهَا الْأَلْطَافَ وَالتُّحَفَ وَيَعْتَذِرُ إِلَيْهَا مِنَ التَّقْصِيرِ، وَهِيَ لَا تَلْتَفِتُ إِلَى ذَلِكَ، وَنُوَّابُ الْبِلَادِ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الَّتِي قَبْلَهَا.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ: الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ الْقَارِئُ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، تَابِعِيٌّ جَلِيلٌ، رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَعَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَوَثَّقَهُ الْأَئِمَّةُ.

تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى الصَّحِيحِ، وَقِيلَ بَعْدَهَا بِسَنَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الزُّهْرِيُّ مُحَمَّدُ بن مسلم بن عبيد اللَّهِ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ أَحَدُ الْأَعْلَامِ مِنْ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، تَابِعِيٌّ جَلِيلٌ، سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَصَابَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ جَهْدٌ شَدِيدٌ فَارْتَحَلْتُ إِلَى دِمَشْقَ، وَكَانَ عِنْدِي عِيَالٌ كثرة، فَجِئْتُ جَامِعَهَا فَجَلَسْتُ فِي أَعْظَمِ حَلْقَةٍ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عبد الملك، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَسْأَلَةٌ - وكان قد سمع من سعيد بن


(١) أبو مسلم الخراساني: اختلفوا في نسبه اختلافا كثيرا فقال بعضهم هو من أصبهان وقال بعضهم من خراسان وقيل من العرب وادعى هو انه من سليط بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ونسبه أبو دلامة إلى الاكراد (المعارف ص ١٨٥) وفي وفيات الاعيان ٣ / ١٤٥: قيل هو من ولد بزرجمهر الفارسي وكان أبوه من قرية سنجرد وفي مروج الذهب ٣ / ٢٨٩ انه من قرية يقال لها خرطينة من أهل البرس وكان قهرمانا لادريس بن ابراهيم العجلي.
وفي الطبري ٨ / ٢٨٣ وابن الاثير ٥ / ٢٥٥: من السراجين.
وقال ابن الأثير وكان اسمه ابراهيم ويلقب حيكان وسماه عبد الرحمن وكناه أبا مسلم ابراهيم الامام.
(٢) في الطبري ٨ / ٢٨٣: أم سلمة بنت هشام.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>