للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْظُرِ إِلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ * وَرَوَى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بن سليم عن أبي خيثم (١) عن سعيد ابن أَبِي رَاشِدٍ، عَنِ التَّنوخيّ الَّذِي بَعَثَهُ هِرَقْلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَهُوَ بِتَبُوكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِلَى أَنْ قَالَ: فحلَّ حَبْوَتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَهُنَا امْضِ لِمَا أمرت به، قال: فَجُلْتُ فِي

ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِي موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضَّخْمَةِ (٢) * وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثَنَا عَتَّابٌ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: الْخَاتَمُ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم لحمة نابتة (٣) * وقال الإمام أحمد: حدثنا شريح، ثَنَا أَبُو لَيْلَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ غِيَاثٍ الْبِكْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ هَكَذَا لَحْمٌ نَاشِزٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ * وَقَدْ ذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ الْمِصْرِيُّ فِي كِتَابِهِ - التَّنْوِيرِ فِي مَوْلِدِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ - عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرٍ الْمَعْرُوفِ بِالْحَكِيمِ التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْخَاتَمُ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامَةٍ مَكْتُوبٌ فِي بَاطِنِهَا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَفِي ظَاهِرِهَا توجَّه حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّكَ مَنْصُورٌ * ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ وَاسْتَنْكَرَهُ * قَالَ: وَقِيلَ كَانَ مِنْ نُورٍ، ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ عَائِذٍ فِي كِتَابِهِ تَنَقُّلِ الْأَنْوَارِ، وَحَكَى أَقْوَالًا غَرِيبَةً غَيْرَ ذَلِكَ * وَمِنْ أَحْسَنِ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ دِحْيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ قَبْلَهُ فِي الْحِكْمَةِ فِي كَوْنِ الْخَاتَمِ كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدَكَ يَأْتِي مِنْ وَرَائِكَ.

قَالَ: وَقِيلَ كَانَ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ لِأَنَّهُ يُقَالُ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَدْخُلُ الشَّيْطَانُ منه إلى الإنسان، فكان هذا عصمة له عليه السلام مِنَ الشَّيْطَانِ (٤) * قُلْتُ: وَقَدْ ذَكَرْنَا الْأَحَادِيثَ الدَّالَّةَ على أنه لا نبي بعده عليه السلام وَلَا رَسُولَ، عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: * (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شئ عليما) * [الاحزاب: ٤٠]

باب أحاديث مُتَفَرِّقَةٍ وَرَدَتْ فِي صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَدْ تقدَّم فِي رِوَايَةِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مسلم (٥) الْقَعْنَبِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عُمَرُ (٦) بْنُ


(١) في رواية البيهقيّ: ابن خثيم.
(٢) تقدَّم الحديث في الجزء الخامس والتعليق عليه.
انظر مسند أحمد ج ٣ / ٤٤١ وفيه الحجمة وفي دلائل البيهقي: المحجمة.
(٣) في رواية البيهقيّ: ناتئة.
(٤) في صفة خاتم النبوة أفرد البيهقي بابا خاصا في دلائله ١ / ٢٥٩، وابن سعد في طبقاته ١ / ٤٢٥.
(٥) في رواية البيهقيّ: مسلمة.
(٦) في البيهقي: عيسى.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>