للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسرائيل، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود عن عبد الله قال: انشق القمر على عهد رسول الله حتى رأيت الجبل بين فرقتي القمر. وروى ابن جرير عن يعقوب الدوري عن ابن علية، عن أيوب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن ابن مسعود كان يقول: لقد انشق القمر، ففي صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه كان يقول: خمس قد مضين: الروم، واللزام، والبطشة والدخان والقمر، في حديث طويل عنه مذكور في تفسير سورة الدخان، وقال أبو زرعة في الدلائل: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي عن ابن بكير قال: انشق القمر بمكة والنبي قبل الهجرة فخر شقتين فقال المشركون: سحره ابن أبي كبشة، وهذا مرسل من هذا الوجه فهذه طرق عن هؤلاء الجماعة من الصحابة، وشهرة هذا الامر تغني في إسناده مع وروده في الكتاب العزيز. وما يذكره بعض القصاص من أن القمر دخل في جيب النبي وخرج من كمه، ونحو هذا الكلام فليس له أصل يعتمد عليه، والقمر في حال انشقاقه لم يزايل السماء بل انفرق باثنتين وسارت إحداهما حتى صارت وراء جبل حراء، والأخرى من الناحية الأخرى، وصار الجبل بينهما، وكلتا الفرقتين في السماء وأهل مكة ينظرون إلى ذلك، وظن كثير من جهلتهم أن هذا شئ سحرت به أبصارهم، فسألوا من قدم عليهم من المسافرين فأخبروهم بنظير ما شاهدوه، فعلموا صحة ذلك وتيقنوه. فإن قيل: فلم لم يعرف هذا في جميع أقطار الأرض؟ فالجواب ومن ينفي ذلك، ولكن تطاول العهد والكفرة يجحدون بآيات الله، ولعلهم لما أخبروا أن هذا كان آية لهذا النبي المبعوث، تداعت آراؤهم الفاسدة على كتمانه وتناسيه، على أنه قد ذكر غير واحد من المسافرين أنهم شاهدوا هيكلا بالهند مكتوبا عليه أنه بني في الليلة التي انشق القمر فيها. ثم لما كان انشقاق القمر ليلا قد يخفي أمره على كثير من الناس لأمور مانعة من مشاهدته في تلك الساعة، من غيوم متراكمة كانت تلك الليلة في بلدانهم، ولنوم كثير منهم، أو لعله كان في أثناء الليل حيث ينام كثير من الناس وغير ذلك من الأمور والله أعلم. وقد حررنا هذا فيما تقدم في كتابنا التفسير.

فأما حديث رد الشمس بعد مغيبها فقد أنبأني شيخنا المسند الرحلة بهاء الدين القاسم بن المظفر بن تاج الامناء بن عساكر [إذنا] وقال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عساكر المشهور بالنسابة، قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم المستملي قالا: ثنا أبو عثمان المحبر أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن الد؟ ا؟ عا؟ ى (١) بها، أنا محمد بن أحمد بن محبوب. وفي حديث ابن القشيري: ثنا أبو العباس المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود ح، قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر وأنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد الله بن منده، أنا عثمان بن أحمد الننسي، أنا أبو أمية محمد بن إبراهيم قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا


(١) كذا في الأصل دون إعجام ولم أعثر عليه فيما لدينا من مراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>