للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سريتان وهما، مارية بنت شمعون القبطية المصرية من كورة أنصنا وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة بنت (١) شمعون القرظية أسلمت ثم أعتقها فلحقت بأهلها. ومن الناس من يزعم أنها احتجبت عندهم. والله أعلم. وأما الكلام على ذلك مفصلا ومرتبا من حيث ما وقع أولا فأولا مجموعا من كلام الأئمة فنقول وبالله المستعان.

روى الحافظ الكبير أبو بكر البيهقي: من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. قال: تزوج رسول الله بخمس عشرة امرأة، دخل منهن بثلاث عشرة، واجتمع عنده إحدى عشرة، ومات عن تسع (٢) ثم ذكر هؤلاء التسع اللاتي ذكرناهن . ورواه سيف بن عمر عن سعيد عن قتادة عن أنس والأول أصح (٣). ورواه سيف بن عمر التميمي، عن سعيد، عن قتادة عن أنس وابن عباس مثله. وروي عن سعيد بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة مثله. قالت فالمرأتان اللتان لم يدخل بهما فهما، عمرة بنت يزيد الغفارية والشنباء (٤)، فأما عمرة فإنه خلا بها وجردها فرأى بها وضحا فردها وأوجب لها الصداق وحرمت على غيره، وأما الشنباء فلما أدخلت عليه لم تكن يسيرة فتركها ينتظر بها اليسر، فلما مات ابنه إبراهيم على بغتة ذلك قالت: لو كان نبيا لم يمت ابنه، فطلقها وأوجب لها الصداق وحرمت على غيره، قالت: فاللاتي اجتمعن عنده، عائشة وسودة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وزينب بنت جحش وزينب بنت خزيمة وجويرية وصفية وميمونة وأم شريك.

قلت: وفي صحيح البخاري: عن أنس أن رسول الله كان يطوف على نسائه وهن إحدى عشرة امرأة. والمشهور أن أم شريك لم يدخل بها كما سيأتي بيانه ولكن المراد بالإحدى عشرة اللاتي كان يطوف عليهن التسع المذكورات والجاريتان مارية وريحانة. وروى يعقوب بن سفيان الفسوي


(١) في هامش الأصل: قوله ريحانة بنت شمعون غلط، قال ابن سعد هي ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن سمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريضة يقال له الحكم فنسبها الرواة إلى بني قريظة ٨/ ١٢٩.
(٢) الخبر في دلائل النبوة ج ٧/ ٢٨٩.
(٣) في هامش الأصل: ورواه بحير بن كثير عن قتادة عن أنس والأول أصح.
(٤) اختلف في المرأتين اللتين لم يدخل بهما رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا:
- قال الزهري فاطمة بنت الضحاك بن سفيان استعاذت منه فطلقها (وافقه عائشة وابن مناح).
- قال ابن أبي عون طلقها لبياض كان بها. وكذا قال ابن عمر إنما ذكر عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب.
- قال أبو أسيد الساعدي هي: أسماء بنت النعمان بن أبي الجون الكندي استعاذت منه فطلقها. ووافقه ابن ابزي، وعبد الله بن جعفر وقال: أمية بنت النعمان. وذكرها ابن عباس أسماء، تعوذت منه فطلقها.
قال ابن سعد: لم تكن إلا كلابية واحدة اختلفوا في اسمها وهي عمرة بنت يزيد. استعاذت منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>