للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رحمة المعشوق شكوى محبه … وفي رقة الألفاظ عند التودد

وفي أريحيات الكريم إلى الندى … وفي عاطفات العفو من كل سيد

وحالة بسط العارفين وأنسهم … وتحريكهم عند السماع المقيد

وفي لطف آيات الكتاب التي بها … تنسم روح الوعد بعد التوعد

ثم قال:

المظاهر الجلالية

كذلك أوصاف الجلال مظاهر … أشاهده فيها بغير تردد

ففي سطوة القاضي الجليل وسمته … وفي سطوة الملك الشديد الممرد

وفي حدة الغضبان حالة طيشه … وفي نخوة القرم المهيب المسود

وفي صولة الصهباء جاز مديرها … وفي بؤس أخلاق النديم المعربد

وفي الحر والبرد اللذين تقسما الزمان … وفي إيلام كل محسد

وفي سر تسليط النفوس بشرها … علي وتحسين التعدي لمعتدي

وفي عسر العادات يشعر بالقضا … وتكحيل عين الشمس منه بأثمد

وعند اصطدام الخيل في كل موقف … يعثر فيه بالوشيج المنضد

وفي شدة الليث الصؤول وبأسه … وشدة عيش بالسقام منكد

وفي جفوة المحبوب بعد وصاله … وفي غدره من بعد وعد مؤكد

وفي روعة البين المسئ وموقف … الوداع لحران الجوانح مكمد

وفي فرقة الآلاف بعد اجتماعهم … وفي كل تشتيت وشمل مبدد

وفي كل دار أقفرت بعد أنسها … وفي طلل بال ودارس معمد

وفي هول أمواج البحار ووحشة … القفار وسيل بالمزاييب مزبد

وعند قيامي بالفرائض كلها … وحالة تسليم لسر التعبد

وعند خشوعي في الصلاة لعزة … المناجي وفي الاطراق عند التهجد

وحالة إهلال الحجيج بحجهم … وأعمالهم للعيش في كل فدفد

وفي عسر تخليص الحلال وفترة … الملال لقلب الناسك المتعبد

المظاهر الكمالية

وفي ذكريات العذاب وظلمة … الحجاب وقبض الناسك المتزهد

ويبدو بأوصاف الكمال فلا أرى … برؤيته شيئا قبيحا ولا ردي

فكل مسئ لي إلي كمحسن … وكل مضل لي إلي كمرشد

فلا فرق عندي بين أنس ووحشة … ونور وإظلام ومدن ومبعد

<<  <  ج: ص:  >  >>