ففي كل مشهود لقلبي شاهد … وفي كل مسموع له لحن معبد
ثم قال:
وصل في مشاهد الجمال
أراه بأوصاف الجمال جميعها … بغير اعتقاد للحلول المبعد
ففي كل هيفاء المعاطف غادة … وفي كل مصقول السوالف أغيد
وفي كل بدر لاح في ليل شعره … على كل غصن مائس العطف أملد
وعند اعتناقي كل قد مهفهف … ورشفي رضابا كالرحيق المبرد
وفي الدر والياقوت والطيب والحلا … على كل ساجي الطرف لدن المقلد
وفي حلل الأثواب راقت لناظري … بزبرجها من مذهب ومورد
وفي الراح والريحان والسمع والغنا … وفي سجع ترجيع الحمام المغرد
وفي الدوح والأنهار والزهر والندى … وفي كل بستان وقصر مشيد
وفي الروضة الفيحاء تحت سمائها … يضاحك نور الشمس نوارها الندي
وفي صفو رقراق الغدير إذا حكى … وقد جعدته الريح صفحة مبرد
وفي اللهو والأفراح والغفلة التي … تمكن أهل الفرق من كل مقصد
وعند انتشار الشرب في كل مجلس … بهيج بأنواع الثمار المنضد
وعند اجتماع الناس في كل جمعة … وعيد وإظهار الرياش المجدد
وفي لمعان المشرفيات بالوغى … وفي ميل أعطاف القنا المتأود
المظاهر العلوية
وفي الاعوجيات العتاق إذا انبرت … تسابق وفد الريح في كل مطرد
وفي الشمس تحكي وهي في برج نورها … لدى الأفق الشرقي مرآة عسجد
وفي البدر بدر الأفق ليلة تمه … جلته سماء مثل صرح ممرد
وفي أنجم زانت دجاها كأنها … نثار لآل في بساط زبرجد
وفي الغيث روى الأرض بعد همودها … قبال نداه متهم بعد منجد
وفي البرق يبدو موهنا في سحابه … كباسم ثغر أو حسام مجرد
وفي حسن الخطاب وسرعة الجواب … وفي الخط الأنيق المجود
ثم قال:
المظاهر المعنوية
وفي رقة الاشعار راقت لسامع … بدائعها من مقصر ومقصد
وفي عود عيد الوصل من بعد جفوة … وفي أمن أحشاء الطريد المشرد