للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن قل ما استكثرت إلا … وقعت على ذئاب في ثياب

فدع عنك الكثير فكم كثير … يعاف وكم قليل مستطاب

وما اللجج العظام بمزريات … ويكفي الري في النطف العذاب

قال أيضا:

وما الحسب الموروث إلا دردره … بمحتسب إلا بآخر مكتسب

فلا تتكل إلا على ما فعلته … ولا تحسبن المجد يورث كالنسب

فليس يسود المرء إلا بفعله … وإن عد آباء كراما ذوي حسب

إذا العود لم يثمر وإن كان أصله … من المثمرات عنده الناس في الحطب

وللمجد قوم شيدوه بأنفس … كرام ولم يعنوا بأم ولا بأب

وقال أيضا وهو من لطيف شعره:

قلبي من الطرف السقيم سقيم … لو أن من أشكو إليه رحيم

في وجهها أبدا نهار واضح … من شعرها عليه ليل بهيم

إن أقبلت فالبدر لاح وإن … مشت فالغصن راح وإن رنت فالريم

نعمت بها عيني فطال عذابها … ولكم عذاب قد جناه نعيم

نظرت فاقصدت الفؤاد بسهمها … ثم انثنت نحوي فكدت أهيم

ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت … وقع السهام ووقعهن أليم

يا امستحل دمي محرم رحمتي … ما أنصف التحليل والتحريم

وله أيضا وكان يزعم أنه ما سبق إليه:

آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم … في الحادثات إذا زجرن (١) نجوم

منها معالم للهدى ومصابح … تجلوا الدجى والأخريات رجوم

وذكر أنه ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين. ومات في هذه السنة، وقيل في التي بعدها، وقيل في سنة ست وسبعين ومائتين، وذكر أن سبب وفاته أن وزير المعتضد القاسم بن عبيد الله (٢) كان يخاف من هجوه ولسانه فدس عليه من أطعمه وهو بحضرته خشكنانجة (٣) مسمومة، فلما أحسن السم قام


(١) في وفيات الأعيان ٣/ ٣٥٩: دجون.
(٢) من الطبري ومروج الذهب والفخري، وفي الأصل عبد الله تحريف. وهو أبو الحسين القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وكان عظيم الهيبة شديد الاقدام سفاكا للدماء لا يعرف أحد من أرباب الأموال منه نعمة توفي في ربيع الاخر سنة ٢٩١. (وفيات - الفخري - مروج الذهب).
(٣) من مروج الذهب ووفيات الأعيان، وفي الأصل: خشتنانكة، وهو طعام فارسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>