للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله سبعين رجلا لحاجة يقال لهم القراء فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة فقال القوم: والله ما إياكم أردنا وإنما نحن مجتازون في حاجة للنبي فقتلوهم فدعا النبي عليهم شهرا في صلاة الغداة وذاك بدء القنوت وما كنا نقنت. ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بنحوه. ثم قال البخاري: حدثنا عبد الا علي بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل حتى إذا كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان. قال أنس: فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك رفع " بلغوا عنا قومنا إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا " (١) ثم قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك: أن النبي بعث حراما (أخا لام سليم) (٢) في سبعين راكبا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير رسول الله بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر (٣) أو أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف (٤) فطعن (٥) عامر في بيت أم فلان فقال: غدة كغدة البكر (٦) في بيت امرأة من آل فلان (٧)، ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم وهو (٨) رجل أعرج ورجل من بني فلان فقال: كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم قريبا وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال: أتؤمنوني حتى أبلغ رسالة رسول الله فجعل يحدثهم وأومأوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام


(١) أخرجه البخاري في ٦٤ كتاب المغازي ٢٨ باب غزوة الرجيع ح ٤٠٩٠ فتح الباري ٧/ ٣٨٥.
(٢) حرام خال أنس بن مالك، وأم سليم قيل اسمها سهلة وقيل رملة وقيل مليكة (قاله ابن عبد البر) بنت ملحان كانت تحت مالك بن النضر أبو أنس بن مالك في الجاهلية فولدت له أنسا أسلمت مع قومها وعرضت الاسلام على زوجها فغضب ورفض وخرج إلى الشام وهناك هلك، فخلف عليها أبو طلحة الأنصاري.
(٣) السهل: البوادي، وأهل المدر: أي أهل البلاد.
(٤) في البيهقي: بألف أشقر وألف شقراء.
(٥) طعن: أصابه الطاعون.
(٦) البكر: بفتح الباء الموحدة، وسكون الكاف: الفتى من الإبل بمنزلة الغلام من الناس، ولأنثى: بكرة وقيل في الطاعون أنواع: الطاعون من حيث اللغة: نوع من الوباء قاله في الصحاح. وعند أهل الطب: ورم ردئ قتال. يخرج معه تلهب شديد مؤلم جدا.
(٧) قيل من آل سلول، وقيل هي سلول بنت شيبان امرأة أخيه. والرجل الذي من بني فلان: المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الخزرجي.
(٨) في الأصل: وهو رجل أعرج، ورواية البيهقي: ورجلان معه: رجل أعرج، هذا الرجل هو كعب بن زيد من بني دينار بن النجار، قال الذهبي: شهد بدرا وقل مع النبي يوم الخندق.

<<  <  ج: ص:  >  >>