للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عروة وموسى بن عقبة عن الزهري: ثم سار رسول الله إلى الطائف وترك السبي بالجعرانة وملئت عرش مكة منهم، فنزل رسول الله بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم ويقاتلونه من وراء حصنهم ولم يخرج إليه أحد منهم غير أبي بكرة بن مسروح أخي زياد لامه، فأعتقه رسول الله وكثرت الجراح، وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها، فقالت لهم ثقيف: لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم. وقال عروة: أمر رسول الله كل رجل من المسلمين أن يقطع خمس نخلات وخمس حبلات (١) وبعث مناديا ينادي من خرج إلينا فهو حر، فاقتحم إليه نفر فيهم أبو بكرة بن مسروح أخو زياد بن أبي سفيان لامه، فأعتقهم ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يعوله ويحمله (٢). وقال الإمام أحمد: ثنا يزيد، ثنا حجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله كان يعتق من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين. وقال أحمد: ثنا عبد القدوس ابن بكر بن خنيس، ثنا الحجاج، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس قال: حاصر رسول الله أهل الطائف فخرج إليه عبد ان فأعتقهما أحدهما أبو بكرة وكان رسول الله يعتق العبيد إذا خرجوا إليه. وقال أحمد أيضا: ثنا نصر بن رئاب، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله يوم الطائف " من خرج إلينا من العبيد فهو حر " فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله هذا الحديث تفرد به أحمد ومداره على الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف، لكن ذهب الإمام أحمد إلى هذا فعنده أن كل عبد جاء من دار الحرب إلى دار الاسلام عتق حكما شرعيا مطلقا عاما، وقال آخرون إنما كان هذا شرطا لا حكما عاما ولو صح الحديث لكان التشريع العام أظهر كما في قوله " من قتل قتيلا فله سلبه " وقد قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن المكرم (٣) الثقفي قال: لما حاصر رسول الله أهل الطائف خرج إليه رقيق من رقيقهم أبو بكرة عبدا للحارث ابن كلدة والمنبعث وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله المنبعث، ويحنس ووردان في رهط من رقيقهم فأسلموا. فلما قدم وفد أهل الطائف فأسلموا قالوا يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك؟ قال: " لا أولئك عتقاء الله " ورد على ذلك الرجل ولاء عبده فجعله له (٤). وقال البخاري: ثنا محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة، عن عاصم: سمعت أبا عثمان قال سمعت سعدا - وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وأبا بكرة وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء


(١) في رواية البيهقي عنه: خمس نخلات أو حبلات من كرومهم.
(٢) رواية موسى بن عقبة ذكرها ابن عبد البر في لدرر مختصرة ص (٢٢٨)، ورواها البيهقي في الدلائل ج ٥/ ١٥٧ - ١٥٨.
(٣) من ابن هشام. وفي الأصل المكرم وهو تحريف.
(٤) رواه البيهقي عن ابن إسحاق في الدلائل ج ٥/ ١٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>