القرظي أنه سئل: ما علامة الخذلان؟ قل: أن يقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن، ما كان قبيحاً.
وقال عبد الله بن المبارك: حدثنا عبد الله بن عبد الله بن موهب قال: سمعت ابن كعب يقول: لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح إذا زلزلت والقارعة لا أزيد عليهما وأردد فيهما الفكر، أحب إلى
من أن أهد القرآن هداً - أو قال انثره نثراً -.
وقال: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام، قال تعالى: (آيتك أن لا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [آل عمران: ٤١] فلو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص له، ولرخص للذين يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لعلكم تفلحون) [الانفال: ٤٦] وقال في قوله تعالى: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ورابطوا) [آل عمران: ٢٠٠] قال: اصبروا على دينكم وصابروا لوعدكم الذي وعدتم، ورابطوا عدوكم الظاهر والباطن، واتقوا الله فيما بيني وبينكم، لعلكم تفلحون إذا لقيتموني.
وقال في قوله تعالى: (لولا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ ربه) [يوسف: ٢٤] : علم ما أحل القرآن مما حرم (مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ) [هود: ١٠١] قال: القائم ما كان من بنائهم قائماً، والحصيد ما حصد فهدم.
(إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) [الفرقان: ٦٥] قال: غرموا ما نعموا به من النعم في الدُّنيا، وفي رواية سألهم ثمن نعمة فلم يقدروا عليها ولم يؤدوها، فأغرمهم ثمنها.
فأدخلهم النار.
وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي قال: سمعت محمد بن كعب في هذه الآية (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عند الله) [الروم: ٣٩] قال: هو الرجل يعطي الآخر من ماله ليكافئه به أو يزداد، فهذا الذي لا يربو عند الله، والمضعفون هم الذين يعطون لوجه الله لا يبتغي مكافأة أحد.
وفي قوله تعالى: (أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) [الاسراء: ٨٠] قال: اجعل سريرتي وعلانيتي حسنة.
وقيل: أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ في العمل الصالح، أي الإخلاص، وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ أي سالماً.
(أَوْ أَلْقَى السَّمع وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق: ٣٧] أي يسمع القرآن وقلبه معه في مكان آخر.
(فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة: ٩] قال: السعي العمل ليس بالشد.
وقال: الكبائر ثلاثة، أن تأمن مكر الله، وأن تقنط مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وأن تيأس من روح الله.
وقال عبد الله بن المبارك: حدثنا موسى بن عبيدة بن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله بعبد خيراً جعل فيه ثلاث خصال، فقهاً في الدين، وزهادة في الدنيا، وبصراً بعيوب نفسه.
وقال: الدنيا
دار قلق، رغب عنها السعداء، وانتزعت من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها، هي الغاوية لمن أضاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول.
وروى ابن المبارك عن داود بن قيس قال: سمعت محمد بن كعب يقول: إن الأرض لتبكي من رجل، وتبكي على