للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عهد القرون المفضلة) .

فالواجب على من يحمل الميت وتابعه أن يتبع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم – وسنة صحابته رضي الله عنهم، وأن يمشي مع الجنازة بخشوع وخضوع لله، وتذكر للموت وما بعده دون الابتداع في دينه بما لم يشرعه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

ثالثا: السنة أن يجعل في القبر الذي يدفن فيه الميت لحد، وأن يسد باللبن كما فعل الصحابة بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو الذي عليه عمل المسلمين من عهد الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من سلفنا الصالح إلى اليوم، وأما الشق فمكروه، وهو أن يحفر في الأرض شقا مستطيلا يوضع فيه الميت، ويجعل عليه سقف؛ لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «اللحد لنا والشق لغيرنا (١) » رواه أبو داود والنسائي والترمذي، لكن إذا كانت طبيعة الأرض لا يمكن أن يحفر فيها اللحد فيجوز الشق؛ لقول الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٢) ، وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٣) .

كما أنه يستحب أن يكون القبر واسعا عميقا قدر


(١) سنن الترمذي الجنائز (١٠٤٥) ، سنن النسائي الجنائز (٢٠٠٩) ، سنن أبي داود الجنائز (٣٢٠٨) .
(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٦
(٣) سورة الحج الآية ٧٨

<<  <  ج: ص:  >  >>