للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيصيرون إلى الدرك الأسفل من النار ويذوبون مثل الرصاص. وقال الفرد الأكمل والأجمل-عليه سلام الله عز وجل- «يا إلهى!! استعجل فى هلاك كل واحد يسيئ إلى أو إلى المدينة المنورة بلدى وحرمى، وكل من يظلم أهل المدينة يخيفهم فأخفه» (١)،وبهذا يومئ بهذا الدعاء أن الذين يظلمون أهل المدينة أو يخيفونهم سيتعرضون للعنة الله ومذمة الناس ويستحقونها.

الاستطراد: كان بسر بن أبى أرطاه أحد أمراء الفتنة، فلما قدم المدينة كان بصر جابر بن عبد الله قد ذهب، فقيل لجابر: لو تنحيت عنه؟ فخرج يمشى بين ابنيه فنكّب. فقال: تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال ابناه أو أحدهما يا أبت وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبى (٢).

إفادة مخصوصة: كان بسر بن أبى أرطأة ذهب إلى مكة لإجراء التعليمات التى يحملها فى خلال السنة التاسعة والثلاثين الهجرية بعد المرور بالمدينة المنورة، وأقدم على هتك حرمة الحرمين الشريفين على سبيل الإهانة. وبعد أن أتلف بسيف الغدر كثيرين من أهل الحرمين الذين لا يوافقونه فيما يرتكب وأعدمهم ثم ذهب إلى ديار اليمن وهناك أيضا جعل رءوس مئات من المسلمين ذوى العقيدة الطاهرة والمساكين ضحية سيفه الغادر الظالم. وكان أبو أيوب الأنصارى والى المدينة قد ترك دار السكينة المدينة المنورة فى اليوم الذى دخل ابن أرطأة فيها.

جمع ابن أرطأة أهالى المدينة المنورة فى مكان واحد وقال مخاطبا لهم «قد هرب أبو أيوب من هنا حتى لا يبايع معاوية ابن أبى سفيان مع أنى سأقبض عليه بأى طريقة كانت فأقتله! يجب عليكم كلكم أن تضعوا رءوسكم فى ربقة بيعة معاوية وأن تطيعوه، يجب عليكم أن تبحثوا عن جابر بن عبد الله وأن تسوقوه إلى،! وقال يا أفراد بنى سليم. إذا لم تأتوا إلى بجابر لن أقبل بيعتكم وسأقتلكم كلكم بالسيف وسأظهر لكم سطوتى وجلادتى».


(١) انظر مجمع الزوائد ٣٠٦/ ٣.
(٢) رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح: انظر: مجمع الزوائد ٣٠٦/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>