ويروون أن المقبرة التى تحت سفوح الجبل مقابر هؤلاء الأشقياء. و «زهرة» التى نجت رقبتها من الداهية الدهياء التى أصيب بها هؤلاء القوم تعرضت لمرض الدودة الذى تعرض له قومها وتلفت، وكان يتوطن على أرض يثرب شخص آخر بعد انقراض هؤلاء القوم، وكثر أولاد هذا الشخص وأحفاده وانتشروا فى البلاد المجاورة حتى استولوا على البلاد الحجازية كلها وحكموا إلى التاريخ الذى أغرق فيه كليم الله-عليه السلام-الفراعنة فى بحر القلزم ولما كان هؤلاء قد تجرءوا على إضرار أهالى الممالك المجاورة وإزعاجهم بإيقاع أنواع الظلم والدناءة عليهم وبما أن موسى-عليه السلام-كان مكلّفا بمهنة تأديب جبابرة الحجاز وتنكيلهم، بعد أن اضمحل جبابرة مصر والشام. أرسل إلى أرض يثرب بمقدار كاف من الجنود وأوصى قيادة تلك الحملة بتعليمات خاصة فى أن يقتلوا جميع الرجال والذكور الذين بلغوا سن البلوغ وسبى طوائف النساء والأطفال وأسرهم وبعد أن ودع هؤلاء الجنود انتقل إلى إقليم البقاء.
وقد وصل الجنود الذين أرسلهم سيدنا موسى بعد فترة إلى ساحة يثرب الفياضة وأشعلوا دائرة القتال.
وتغلبوا-بعون الله وعنايته-على مشركى العمالقة وبناء على التعليمات التى معهم كبلوا من استطاعوا أن يمسكوا بهم من الأطفال والنساء بالسلاسل جعلوا الذكور علفا لحد السيف.
وكان ضمن الأسرى ابن حاكم الحجاز أرقم بن أرقم ولما كان هذا فتى فى غاية الحسن والجمال قرروا أن يعرضوه إلى عتبة كليم الله.
وأخذوه حيا إلى الشام حتى يعملوا وفق رأى القضاء الذى سيصدر من قبل العتبة النبوية.
وعندما وصلوا إلى الشام مغادرين المدينة استقبلهم الأهالى بكل احترام وتوقير وبعد أن أخبروهم بموت موسى قالوا «يا غزاة الدين»!! إذا ما قلنا بأنا لم نرض ولم نسرّ من خدماتكم لا نكون قد كذبنا لأنكم قد أذنبتم بمخالفتكم أوامر الله